كفايات التواصل داخل الوسط المدرسي
ملخّص حلقة تكوينية
لفائدة اساتذة التعليم الثانوي الجدد -
2012
أهداف
الحلقة
1 - الهدف العام :
التمكن من
كفايات التواصل مع كافة الفاعلين في
المؤسسة التربوية
2 - الأهداف الخاصة :
•
التمكن من مفهوم التواصل
•
استيعاب عناصر التواصل
•
الإلمام بأشكال التواصل اللفظي وغير اللفظي
•
إدراك معيقات التواصل
• التمكن من ميسّرات التواصل
الوحدة الأولى : مفاهيم أساسية حول التواصل
مفهوم
التواصل لغة
•
في اللغة العربية : ”تواصل“ على وزن تفاعل الذي يفيد التشارك
والتفاعل في القيام بالفعل ، يعني تبادل الأفكار والآراء أو المعلومات أو المشاعر
عن طريق الكلام أو الإشارات أو الحركات لتحقيق غرض معيّن .
•
"اتصال" يعني وصل شيء
بشيء، احتكّ بشيء أو بآخر بينما تفيد "تواصل" العلاقة المتبادلة بين
الطرفين . ففي الأول تعبير عن وجود رغبة من أحد الطرفين مع إمكانية قبول الطرف
الآخر أو رفض طلب التواصل، أما الثاني فيفترض وجود اشتراك في الفعل التواصلي بين
الطرفين.
تعريف
التواصل
- التواصل هو تبادل المعلومات ، الأفكار ، وجهات النظر والانطباعات،.
- التواصل : هو العملية التي يتبادل خلالها الأفراد،( أو يتشاركون ) ، معلومات قصد الوصول إلى تفاهم متبادل أو
اتفاق أو فعل مشتركين .
- ويكون التواصل لفظيا أو غير لفظي ،
- وهو الذي تبنى بواسطته العلاقات الانسانية
وتتطور .
قيمة
التواصل
** التواصل
مقوم أساسي من مقومات الوجود الإنساني وهو يدرج ضمن الحاجات الأساسية لبني البشر(
وليس الثانوية أو الكمالية )
** إنعدام التواصل أو منعه هو : عقوبة قاسية لا
تطاق وسلبية العواقب ( فالسجن مثلا هو حرمان من التواصل مع الآخرين + وهو قطع
لتواصل المخالفين مع المجتمع ومع الغير أو مع جميع ما يوجد في الفضاء الخارجي )
+
عدم التواصل يعني الإنبتات وانتفاء أية علاقة وفي ذلك قسوة كبيرة .
- التواصل يمثل الحاجة الإنسانية الثالثة حسب ترتيب الحاجات
الإنسانية عند ماسلو
هرم ماسلو :
5 - الحاجة
لتحقيق الذات والطموحات : ( الإبداع – حل المعضلات – النشاط السياسي .. )
4 - الحاجة
النفسية / التقدير ( التقدير – الثقة – إحترام الذات والآخرين ... )
3 - الحاجات
اإجتماعية ( العلاقات الأسرية – العلاقات الحميمية الزوجية – الصداقة ... )
2 - الحاجة
للأمان ( السلامة الجسدية – الأمن الأسري – الأمن الوظيفي – أمن الممتلكات)
1 - الحاجات
الفيزيولوجية / الجسدية ( التنفس – الأكل – الشرب – النوم – التزاوج ...)
البعد التربوي للتواصل
التواصل : ” سلوك غايته التأثير على الآخر بإيجاد أو تعديل أو تطوير أو
إلغاء رأي لديه ، أو موقف من مواقفه وتشجيعه على القيام بذلك ودفعه
في اتجاهه . ”
- ايجاد : أي خلق ما لم يكن موجودا وبعثه
- تعديل : تصحيح موقف أوسلوك أو معلومة خاطئة
- تطوير : دعم وتثبيت موقف صحيح ومحبذ
- إلغاء : فسخ رأي أو حمل الآخر على التخلي
عما هو سيء وتركه باعتبار عدم الحاجة إليه أيضا
رأي أو موقف : يعني قناعة فكرية أو سلوك وتصرف
متعود عليه
- تشجيع + دفع
= حث وإلزام حسب الوضعيات
* ملاحظات :
-
التواصل : يحيل على المشاركة والتلاقي أو التفاهم على مجموعة من الرموز المشتركة
-
البحث في التواصل يضعنا في قلب العملية التربوية بما هي تلاق بين مجموعة من
الأطراف
-
يفرز إعادة تشكيل وتعديل المفاهيم والتصورات
-
هو اتصال ذو اتجاهين وبالتالي تفاعل
-
هو غير الإعلام الذي يعني عملية استهلاكية
لمجموعة من المعلومات يستقبلها الفرد ولا يساهم في تكوينها
- كل من يبث معلومات ليس فيها قصد التواصل لا يمكن أن نعده مرسلا مثل
ظواهر الطبيعة
* - مقاربات للتواصل
- هناك ثلاثة
نماذج لعملية التواصل :
•
نموذج تقنوي Modèle techniciste
مرتبط بالمقاربة السيبرنيطيقية l’approche
cybernétique
التي تدرس آليات التواصل وسبل التحكم فيه وتعديله .
•
النموذج المنظومي l’approche
systémique
•
النموذج النفس - إجتماعي المرتبط بعلم النفس
الإجتماعي la psychologie
sociale
1 - التواصل كمنظومة تقنوية :
-
هو من وضع عالم الرياضيات الأمريكي شانون Shannon
سنة 1952 وظهر في إطار نظرية الإعلام théorie de l’information
-
التواصل = هو إبلاغ لرسالة أو لخطاب من شخص إلى آخر ومن مكان إلى آخر .
-
لتقديم معلومته ، يجد الباث نفسه ملزما بترجمتها إلى لغة قابلة للفهم من طرف
المتقبل ومتناغمة مع وسائل الاتصال المستخدمة وهذه هي عملية التركيب le codage ثم يتم بث الرسالة le messag عن طريق قناة الإتصال le canal لتصل إلى المتقبل الذي يتمكن بدوره وبواسطة التفكيك le décodage
من فهم الرسالة
حوصلة
•
التواصل هو : ” نقل معلومات من مرسل
إلى متلق بواسطة قناة
محددة، بحيث يستلزم ذلك النقل، من جهة، وجود شفرة،
ومن جهة ثانية، تحقق عمليتين اثنتين، ترميز
المعلومات وفك الترميز، مع ضرورة الأخذ
بعين الاعتبار طبيعة التفاعلات التي تحدث أثناء عملية التواصل، وكذا أشكال الاستجابة للرسالة والسياق
الذي يحدث فيه التواصل " (Cooley
1969).
أطراف
عملية التواصل :
-
المرسل أو الباث أو المصدر ( يقوم بعملية
الإعلام والتبليغ أو التدريس ) = الأستاذ
-
المستقبل أو المتلقي ( الذي يتوجه إليه
الإعلام ) = التلميذ
-
الرسالة : مضمون الإعلام المراد تبليغه = الدرس
-
القناة : وسيلة التفاهم المستعملة في عملية
الإعلام = وسائل الإيضاح البيداغوجي بشكل عام
المرسل
( الأستاذ )
•
دور رئيسي في تحديد العملية التواصلية /
التربوية .
•
يبث الرسالة أو الدرس أو المضمون التربوي
ويمثل مصدرها فينقلها للآخرين ويعلمهم بها بهدف التأثير فيهم أو ليحدث لديهم نوعا
من المشاركة والإقتناع والتبني لمحتواها .
•
تأثير خصال المرسل ( الأستاذ مثلا ) ومميزاته
المعرفية والأخلاقية والسلوكية في إنجاح الرسالة أو العملية التربوية
•
التأثير في دافعية المتلقي والقدرة على
استمالته وشد إنتباهه .
•
تأثير نوعية العلاقة بين المرسل والمتلقي أو
بين الأستاذ والتلميذ في العملية التربوية / التواصلية .
•
هي يمكن أن ترتقي إلى مستوى الأبوة والقدوة
والتملك ( من علمني حرفا صرت له عبدا + كاد المعلم أن يكون رسولا ...الخ )
•
= أهمية قصوى في نحت شخصية
المتلقي وفي توجيه مستقبله ....
المؤهلات
الضرورية لهذا المرسل :
1 - الكفاءة
والاستعداد للمساعدة وإفادة الآخرين
2 - الإنضباط المهني والجدية
3 - الثقة وحفظ السر وحماية الخصوصيات الشخصية للتلميذ .... حتى يكسب ثقته .
4 - التفهم : تقبل الآخر كما هو واحترام اختياراته ومشاعره وعدم الإستهانة بها أو
الإستهزاء منها .
5 - التخلي عن الأفكار والمواقف المسبقة والذاتيات والتأويلات الخاصة .
المستقبل
أو المتلقي (= التلميذ)
•
هو الفرد أو المجموعة التي يوجه إليها المرسل
إعلامه ورسالته .
•
هو حالة إجتماعية لها واقعها التربوي
والفيزيولوجي والإجتماعي ( وهو ابن عوائده ومألوفه ) .
•
دور هام في انجاح عملية التواصل اعتمادا على
مدى استعداده وتهيئه النفسي والذهني للتفاعل معها وللإستفادة منها .
•
ضرورة تفهم وضع التلميذ والانتباه إلى كل
ردود أفعاله وكل تفاعلاته مع الرسالة ،
•
القيام بالتعديل اللازم في الإبان إذا ظهرت
حاجة المتلقي لذلك .
•
ضرورة حسن التعامل مع جمهور المتلقين وحدس
انتظاراتهم والإلمام بنفسياتهم وتوقع تعاملهم مع الرسالة الإعلامية أو مع الدرس أو
مع ما سيوجه لهم من ملاحظات ( نقدا كانت أو عتابا أو نصحا ) وكيفية معالجتهم
لمحتواها :
- إما بموضوعية أو بأفكار مسبقة وبأحكام غير
بريئة ( يمكن أن يكون قد كونها حتى قبل تلقيه الرسالة الإعلامية ) .
-
نوعية المتلقي : جامد ، متعصب ، متفتح وغير محافظ ، ذكي ، أنثى / ذكر ، خجول ،
مشاغب ، معترض ، ناعس ، ثرثار ، حكيم / ناضج ، متحيل ، عارف / موسوعي ، متحيل ،
... الخ . وهو خاصة موسوم بمرحلته العمرية طفلا كان أو مراهقا .
الرسالة
(الدرس)
•
هي مجموع الأفكار والمفاهيم والإحساسات
والاتجاهات التي يريد المرسل تبليغها إلى المتلقي خلال العملية الإعلامية ” أو هي
مجموعة المعاني التي يرسلها المرسل إلى المتلقي بغية التأثير في سلوكه ”
•
الرسالة هي محتوى الإعلام أو الإتصال أو
الدرس ومضمونه .
•
هي مضمون الخطاب الذي يتوجه به المرسل إلى
المتلقي
•
لكل رسالة مستويين : - صريح موضوعي
- ضمني خفي
- من تقنيات صياغة الرسالة وتقديمها : ............
الوسيلة
أو القناة أو النظام العلامي للتواصل :
•
هي مجموع المسارات التي من خلالها ينقل
المصدر رسالته الإعلامية إلى المتلقي ، ويمكن أن تكون :
- لفظية
- كتابية
- تصويرية ......
•
ضرورة إختيار القناة التي تفي بالغرض وتتماشى
والحدث الإعلامي ، والتي توفر أكثر إمكانيات التبليغ والإعلام والتي نحن متمكنون
أكثر من استعمالها ومن التحكم فيها .
•
أفضل وضع إعلامي تواصلي هو اللقاء المباشر
بين الباث والمتلقي لأن التقديم الشخصي أكثر تأثيرا وفعالية من المسجل على أشرطة .
•
ضرورة الإنتباه إلى المستوى غير اللفظي
للتواصل أو دون اللفظي infra-
verbal والإقتناع بان اللغة ليست النظام العلامي
الوحيد للتواصل ولا هي الأداة الأفضل دائما
•
حسن استخدام الوسائل والعلامات غير اللغوية
•
ترشيد التلاميذ وإقدارهم على فهم العلامات
الماوراء لغوية وعلى استعمالها وإثراء التعبير بها
•
تحقيق التوازن بين مختلف الوسائل العلامية
واستخدام كل منها في الموقف والإطار المناسب . وهذه الوسائل هي :
1 – وسائل سمعية :
–
وسائل لغوية منطوقة
–
وسائل ماوراء لغوية تصاحب الخطاب وتوحي بمعاني
قد تكون أعمق وأكثر دلالة ( مثل نبرة النطق ، طبقة الصوت ، نسق الكلام .... )
– أصوات غير لغوية : آهات تعجب أو توجّع أو تفجّع ، ضحك ، صفير ، بكاء ...
الخ
2 – وسائل بصرية :
– علامات تواصل مباشر ( ملامح الوجه ، نظرات العينين ، حركات البدن ، حركات
الأعضاء ، أوضاع الجسم .... الخ )
– وسائل لغوية مكتوبة
– وسائل ماوراء اللغة المكتوبة ( قراءة ما بين السطور وهي دلالات يفصح عنها
السياق )
– وسائط وبدائل تشخيصية
– مؤشرات ورموز
– علامات شبه بصرية تدرك ببقية الحواس
لغة الجسد :
- كل الحالات الوجدانية والإنفعالية يمكن أن ترتسم على المحيا (الإحمرار
، الإصفرار ، الإرتجاف ، التشنج ، التصبب عرقا ، الإنبساط ... )
( النظرة : الفرحة ، المتفائلة ،
الجامدة ، الباردة ، النابذة ، المستعلية ، الرافضة ، المتحدية ، الآثمة ، العاجزة
، المتوسلة ، المستنكرة ، المتلهفة ، المغرية ، المراودة..الخ )
التعبير الحركي : حركة اليدين ،
استقرار الجلسة ، التململ ، التراخي على المقعد في حالات عدم الإهتمام ، كثرة
الحركة والقيام والجلوس ، حالات الملل والضيق ، فتح النافذة أو إغلاقها تعبيرا عن
الرغبة في إنهاء الجلسة ...
- لغة المظهر العام والملبس ( هام جدا ولا بد من الحرص عليه كثيرا )
- لغة الأعراض ( الشكوى الجسدية ....
)
لغة الصمت :
باعتبار الصمت موقفا من محتوى الرسالة التي
وصلتنا ، فهو :
- منغلق يبعث على الحيرة ودون دلالة واضحة
( الصمت الرافض / أو آثم يقر بعجزه / التهيب
: شحنة انفعالية يمكن أن تسبق التعبير عن رسالة هامة )
- لالتقاط الأنفاس واستجماع القوى بعد تلقي
رسالة بها مفاجآت
- الصمت المعبر عن حالة الإندماج العاطفي أو
حالة المشاركة الوجدانية ( الصوفية ) .
+
لغة الموقع والمكان : ( ونوعية الشبكة التواصلية )
- الموقع الذي يتخذه الباث أو المتلقي يوحي
بقيمة العملية التواصلية وبنوعيتها
(
ظهور مبحث جديد في علم التواصل يهتم بهذه المسألة هو التجاور la proximie ويدرس تأثير المسافة بين المرسل والمتلقي على
عملية الإتصال :
- مسافة كبيرة : انخفاض درجة دينامية
الإتصال
- مسافة محدودة : ازدياد هذه الدينامية لكن
إلى حد
+ المسافة الأنسب : بين مترين وثلاثة أمتار
-
دور الوضع المكاني :
- الاتصال وجها لوجه
- أو من وراء حجاب
- ظهرا لظهر
- جنبا لجنب
- الجلوس على مقعدين من نفس المستوى
- أو حول طاولة
- او الوقوف بين يدي المرؤوس ...
Edward Hall إدوارد هال
: الحديث عن أربع دوائر اتصالية 4 zones
- دائرة حميمية ( من الإلتحام إلى مسافة نصف
متر )
- دائرة المسافات الشخصية من 0.5 متر إلى 1.25
م ( بين المعارف )
- دائرة المسافات الإجتماعية من 1.25 م إلى
305 م ( تفاعلات مهنية وظرفية )
- دائرة المسافات العامة من 3.5 م إلى 7.5 م :
تفاعلات صورية ( مع شخصية رسمية مثلا )
التغذية
الراجعة le feed – back
- أهمية دور
المرسل باعتباره مطالب بالإنتباه لأي رد فعل من المتلقي ( لفظي أو غير لفظي ويهدف
إلى التأثير في صياغة الرسالة . )
-
المتلقي يستجيب للرسالة برسالة جوابية ويتحول إلى مرسل يقوم بعملية إرجاع الأثر (
بما في ذلك ضبط سلوكه )
-
أي رسالة جوابية هي إرجاع للأثر un
feed - back
يرتبط بالمستوى الإنفعالي للمتلقي
-
ضرورة الإنطلاق من مجال دلالي موحد
-
ضرورة الإستعداد للإنصات والقدرة على الإصغاء التفهمي .
-
التغذية الراجعة ضرورية حتى يرتقي الإعلام إلى مستوى التواصل .
-
وسائل الإعلام الصرفة لا تتوفر فيها هذه التغذية الراجعة بل هنالك بث فقط émission ( الإعلام = تواصل ناقص تغذية راجعة )
+ التغذية الراجعة : le feed - back هي إذن تمثل موقف المتقبل من الرسالة ، أي أنها إخبار عائد من
المتلقي يعكس نوعية تقبله لما وجهه له المتحدث وكيفية تعامله معه . وهي مفيدة جدا
للباث لأنها تمكنه من معرفة نتائج رسالته فيقوم بالتعديل والتوضيح إن إقتضى الأمر
.
+
ملاحظة :
النموذج
التقني نجح خاصة عند الألسنيين les
liguistes مثل جاكبسون (1963) ودي سوسير ... الخ
+
هو نموذج يقدم التواصل على أنه عملية خطية linéaire
ومتعاقبة ويغفل الجانب التفاعلي فيها سيكولوجيا واجتماعيا وأخلاقيا
2 - المقاربة المنظومية :
- المنظومة
هي كل متكامل وليست جملة من العناصر المتجاورة وعزل أي عنصر يؤدي إلى التشويه
والتحريف ...
مثلا : حصة
الدرس هي محددة بجملة من العناصر المتشابكة والمتفاعلة فيما بينها منها : التلاميذ
، موقع الحصة في جدول أوقات التلاميذ والأستاذ والقاعة والأدوات المدرسية ، أهداف
الدرس ، الطرق البيداغوجية المستعملة ، طريقة التنشيط ، موقع الدرس من البرنامج
العام ومن تدرجه ، طبيعة العلاقة بين الأستاذ والتلاميذ ، مكتسبات التلاميذ ،
مستواهم الدراسي ...
- ضرورة دراسة كل هذه العناصر وأخذها بعين
الإعتبار
-
المنظومة لها هيكلة كما أنها منفتحة على محيطها الخارجي تتأثر به وتؤثر فيه (
الانفتاح هو أداة لإعادة التشكل المتواصل ) .
3 - التحليل النفسي - الاجتماعي للتواصل
- التواصل هو
مجموعة السيرورات processus
التي تنجز عبرها تبادلات للمعلومات والدلالات بين الأفراد داخل وضعية إجتماعية
معينة .
-
التواصل يمثل تفاعلا interaction
وبالتالي ظاهرة ديناميكية تنتج تحولا وتغيرا .
-
التواصل يندرج ضمن سيرورة للتأثير المتبادل بين أطراف إجتماعية وهو بالتالي فعل
إجتماعي un
acte social.
لهذا لا يمكن أن نتحدث عن باث ومتقبل بل عن
متخاطبين في وضعية تفاعل ، لأن عمليتي البث والتقبل تكون متزامنتين simultanées .
+
التواصل لا يتوقف على التعبير الشفوي فحسب ، بل هو عبارة عن نسق من القنوات
المتعددة مثل :
-
الحركات les gestes
-
الإيماءات les mimiques
-
الوضعية الجسدية la position
corporelle
- الصمت الذي يكون موظفا هو أيضا لعملية التواصل
( للتعبير عن الإنتباه والإنصاة للآخر للتعرف على وجهة نظره ، أو لامبالاة يعطل
عملية التواصل ) .
+
التواصل له دائما غاية وهدف ( صريحا كانexplicite أو ضمنيا impliciteأو غير واعيnon conscient )
- التواصل داخل القسم من المنظور النفسي
الاجتماعي
أ -
المتغيرات المؤثرة في التواصل
*** المتغير السيكولوجي ***
- كل فرد
يقوم بعملية التواصل يجد نفسه منخرطا مباشرة في الوضعية التواصلية ومتقيدا بها من
خلال ملامح شخصيته ، ونسق حاجياته التي تحدد دوافعه .
-
kurt lewin
يرى أن كل فرد يشتغل مثل جهاز عضوي خاضع لمجموعة من القوى التي يمكن أن تكون من
مصدر خارجي أو مرتبطة بماضي الفرد وتاريخه وانخراطه في الوضعية التواصلية .
-
هذه القوى تخلق حاجيات تنتج عنها توترات des tensions تولد سلوكيات مختلفة
-
الفرد = مثل أي جهاز عضوي خاضع للتوتر.
-
السلوك هو إذن ناتج عن القوى التي تمارس ضغطها على الفرد في فترة معينة .
ويمكن أن تكون قوى إيجابية تخلق توترات إيجابية
وتنتج سلوك التقارب أو قوى سلبية تخلق توترات سلبية وتنتج سلوك الاجتناب .
***
المتغير المعرفي ***
- يتحدد
الأفراد ، إلى جانب ملامح شخصيتهم وسلوكياتهم ووجدانهم ، بنمط الاشتغال المعرفي
الخاص بهم .
-
النسق المعرفي système cognitif
يعني كيفية تنظيم الإشتغال الذهني والمعرفي وطريقة التفكير وكيفية تنظيم المعلومات
ومعالجتها إستنادا إلى نوعية التكوين الذي تلقاه الفرد .
-
أثناء عملية التواصل ، النسق المعرفي للمتخاطبين هو الذي يحدد اللغة المستعملة ( أي
قناة الإتصال ) وكيفية تنظيم الرسائل تنظيما منطقيا وكيفية تأويلها .
-
ضرورة أن يكون نمط الإشتغال المعرفي مشتركا ومتقاربا أكثر ما يمكن حتى يحقق
التواصل أقصى درجات الجدوى والفاعلية .
-
الفرد لا يتصرف تجاه الواقع كما هو بل كما يتصوره . وهو يؤول الوضعية ويفك رموزها
ويفهم سلوكيات محاوريه ومخاطبيه وفقا لتصوره الوضعية الذي يحدد نسقا من الإنتظارات
attentes
والإستباقات anticipations
تتعلق بسلوك الآخر ومحتوى ما سيقوله
-
تشتمل الوضعية التواصلية على 3 عناصر تتعلق بتصور الذات وتصور الآخر وتصور المهمة
.
***
المتغير الإجتماعي ***
- يتحدد
الدور والمكانة الإجتماعية حسب الوضعية التي يحتلها الفرد في نظام إجتماعي معين
وفي فترة زمنية معينة ، أي أن الفرد وانطلاقا من مكانته الإجتماعية ، يتبنى جملة
من الأدوار ومن السلوكيات الإجتماعية التي تبدو له ملائمة لتلك المكانة ، ووفق ما
ينتظره منه الآخرون .
+
كذلك يشتغل كل فرد بشكل واعي أو بدونه بمجموعة من الأفكار المسبقة والقوالب
الجاهزة التي قد تسهل أو قد تعطل عملية التواصل ، لأنها تمثل إحدى مكونات التصور
الذي تحمله عن الآخر ولها بذلك وظيفة إستباق لسلوكات وردود أفعال الأطراف الأخرى
في عملية التواصل .
***
المتغير المتصل باللغة والقناة ***
- تتحدد
نوعية التواصل بصفة كبيرة حسب نوعية اللغة code ودرجة تناسقها وبمقدار سماحها
بفصل أفضل للخطاب المنقول message
-
يجب أن لا تكون اللغة غامضة أو مبهمة .
-
القناة لا تقتصر فقط على الصورة والكتابة والحركة بل كذلك كل الظروف المادية التي
يتم فيها التبادل إضافة إلى وضعية الجسم في الفضاء ، مكان اللقاء
***
العوامل المتصلة بالسياق والمحيط ***
- السياق
المادي ، مثل توزيع المقاعد والطاولات في القاعة ( الشبكات التواصلية ) والسياق
الزمني وكذلك السياق الإجتماعي ، مثل حضور الجمهور أو الملاحظين كلها تؤثر على
سلوكيات وتصرفات الأطراف المشاركة في عملية التواصل .
وهذا يسمى في
علم النفس الإجتماعي بالفعل الموازي co-action فحضور الجمهور مثلا يمكن أن
يزيد من المستوى العام للدافعية ( أو العكس أيضا ) .
-
السياق الثقافي له دوره أيضا إذ من الصعب التواصل مع مخاطب ينتمي إلى ثقافة أخرى (
مثلا الإبتسامة التي تعبر عندنا عن الإستحسان تعبر عند اليبانيين عن الإحراج )
***
التواصل الثنائي والتغذية الراجعة ***
- التواصل هو
نسق معقد يتحدد من خلال مجموعة من العوامل المادية والسيكولوجية والمعرفية
والإجتماعية .
-
ضرورة وجود إمكانيات للتعديل والتكييف والتغيير .
-
لا بد أن يشتغل التواصل وفق نسق دائري يوفر هذه الحاجة
-
هذا ممكن بفضل آلية التغذية الراجعة le feed - back التي تضمن :
* مراقبة الفهم
* تعديل الخطاب
* تكييفه مع خصائص المتلقين
* وظيفة وجدانية ( تفاعل ، تفهم ، مشاركة ،
... )
-
بالتغذية الراجعة يدرك الباث عوائق التواصل الموجودة سواء كانت فيه أو في المتلقين
-
هي تفيد الباث أيضا في تعديل سلوكه ومراجعة طريقة تواصله في المستقبل .
-
ضرورة الفطنة والإنتباه إلى الحاضرين لملاحظة علامات القبول والرفض والتعب والتعجب
... الخ التي تبدو عليهم .
-
التغذية الراجعة هامة جدا في العملية التعليمية إذ البحث عنها يمكن المدرس من
تقييم نتائج عمله ومن إعادة النظر فيها والبحث عن أسباب الفشل مثلا إن كانت فيه هو
أو في المتقبلين أو في الطرق البيداغوجية المعتمدة أو في الفضاء المدرسي والوضعية
التعليمية للتلاميذ (برامج ، إكتظاظ ، مكتسبات التلاميذ الأولية .... الخ)
طبيعة التواصل
-
يصنف التواصل حسب العلاقة التي يقيمها أو
يقوم عليها بين الباث والمتلقي إلى ثلاثة أنواع :
1
- تواصل عمودي : هو قوام التربية التقليدية ولم يعد مستساغا ( قد لا يمكن
الإستغناء عنه نهائيا في التربية الحديثة )
2
- تواصل أفقي وهو قوام الطريقة
الإستجوابية
- قد يتحول إلى نوع من التواصل العمودي
والتلقين المقنّع حين يكتفي المدرس لسؤاله بإجابة واحدة يتصرف فيها .
- لا بد من الحرص على توفير الضمانات التالية
:
أ – تفكيك
المعاني وعدم الإكتفاء بالإطلاقات والعموميات والعبارات الفضفاضة
ب – تجزءة الأسئلة وضمان ترابطها وفق تدرج منطقي
معقول
ج – الإصغاء إلى التلاميذ وحملهم على تنويع
الإجابات واستخراج ما لديهم من أفكار وتصورات
د – عدم الإكتفاء بالإجابة الواحدة ولو كانت
صائبة
ه – الحرص على تغليب المعلومية الشفوية على
المعلومة الكتابية حتى لا يثقل كاهل تلاميذه بكثرة النقل والكتابة .
3 – تواصل مفتوح متنوع الإتجاهات وهو قوام الطرق
النشيطة
-
هنالك تصنيف آخر للتواصل البيداغوجي على أساس
طبيعته إلى ثلاثة أنواع أيضا :
1 – تواصل عرضي طارئ يحدث نتيجة بعض الأفكار
العابرة أو المواقف العارضة بصورة عفوية لم يقصدها المدرس ولم يخطط لإثارتها
2 – تواصل إنطباعي يعبر فيه الباث عن انطباعات
ذاتية تتصل بشخصه أو تتعلق ببعض تلاميذه
3 – تواصل مقصود مخطط له مسبقا محدد الأهداف
واضح التصور
*** عوائق التواصل ***
1. عوائق جسدية فيزيولوجية مثل الصمم والعمى وعدم التحكم في الحركة ، التأتأة
أو بعض أشكال القصور العضوي ....
2. عوائق نفسية مثل الغضب والتوتر النفسي وعدم الانتباه وقلة التركيز واحتكار
الكلمة ومقاطعة الآخرين ....
+ ضرورة الهدوء العصبي وعدم الانفعال ...
1. عوامل لغوية اصطلاحية مثل غموض الكلمة أو تعدد دلالاتها
2. عوامل إنتمائية أي اختلاف الإطار المرجعي بين الباث والمتقبل
3. عوائق مادية مثل الضجيج والتشويش والخلل الفني
4. عوامل ثقافية اجتماعية مثل اختلاف الإطار المرجعي ( طقوس الإتصال أو سيمياء
الإتصال ... )
-
المعيقات يمكن أن تمنع سواء بث الرسالة أو تلقيها فتتعطل بذلك عملية التواصل . لا
بد من حدسها أو توقعها ومن العمل على تحييدها
+
كما يصنف البعض عوائق التواصل حسب طبيعتها إلى صنفين :
1
– عوائق داخلية :
- إما ذات صبغة نفسية نابعة من ذات الباث أو
كامنة في ذات المتلقي ( مثل الخجل والإضطراب والشعور بالحرج والخوف وعدم الإحساس
بالحرية والتلقائية )
ومنها ما هو
طبيعي في نفس المتلقي ومنها ما يتسبب فيه الباث أو المدرس بتصرفاته غير المدروسة :
قمع ، تتفيه ...
- أو ذات صبغة ذهنية : مثلا قصور المتلقي عن
فك الترميز ، أو إختلاف المرجعية وتباين المفاهيم بين الباث والمتلقي .
- أو ذات صبغة وجدانية : مثل المشاعر
والأحاسيس الجاذبة أو المنفرة
+++
تأثير الأستاذ في نفوس تلاميذه بشخصيته وهيئته ودرجة حيويته مما يشدهم إليه
ويرغبهم في التواصل معه أو ينفرهم منه ويصرف نفوسهم عنه .
2 – عوائق خارجية :
- قصور في وسائل التبليغ لدى الباث
- ضعف وسائل الإستقبال لدى المتلقي
- صعوبات تتعلق بمضمون الرسالة أو بشكلها
وبنيتها
- عوامل ناتجة عن المحيط الذي تدور فيه
العملية التواصلية
- عوامل ناتجة عن الوسط الثقافي والمستوى
الحضاري
كما تصنف هذه
العوائق أيضا حسب مصدرها إلى :
1 – صعوبات نابعة من مضمون الرسالة أو مبناها
وشكلها
2 – صعوبات تتصل بذات الباث أو بسلوكه
•
الوعظ المباشر ، الغموض وعدم صياغة الرسالة بوضوح .....
•
الحكم السلبي المحبط ، التأنيب، الانتقاد .
•
صعوبات التفاعل مع الآخرين
•
عدم التفهم
•
معوق ثقافي : استعمال سجل علامي غير موحد
•
الرغبة في التحكم ، والتسلط على الآخر .
•
التحيز والأفكار المسبقة
+ النظام
العلامي المستعمل وتقنيات التواصل .
3 – صعوبات تتصل بذات المتلقي
1 – سوء إلتقاط الرسائل
2
– إدراك إنتقائي مفرط
3
– سوء إرجاع الأثر
4
– التحيز والأفكار المسبقة تجاه المرسل
5
– الإسقاط ( ينسب للآخرين ما به من فشل وضعف وقصور )
6
– التمركز حول الذات
7
– الانسحاب والهروب
8
– اختلاف المرجعيات الثقافية
9
– التردد
10
- التعنت وفرض الرأي الخاص
4
– صعوبات
مصدرها المحيط المدرسي أو المحيط العام الذي يكتنف المدرسة
5 – صعوبات تترتب عن نوعية التنظيم والتسيير
ونوعية التراتيب المدرسية المعتمدة . - سوء استعمال أدوات الإتصال أو الجهل بها
-
معوقات ناشئة عن نوع شبكة الإتصال ( مغلقة ،
مفتوحة ، نصف مغلقة ... الخ )
-
الفوضى وحالة التنظيم الرسمي ( خلال الإجتماعات
)
-
الفضاء غير المهيأ وغير المريح
- قنوات اتصال غير كافية أو غير ملائمة أو مشوشة
4 - التواصل داخل المؤسسة التربوية
أ - تحليل
معنى مؤسسة تربوية :
–
هي مرفق إجتماعي يقدم مجموعة من الخدمات
التربوية الضرورية والمحبذة إجتماعيا .... وهي بالتالي خاضعة لمتابعة جماعية ( بما
يعني ضغوط جمة )
–
هي أيضا هيكل قانوني يسير وفق نواميس وسنن
قانونية مضبوطة بنصوص وإجراءات معلومة تلزم الجميع حسب المهام المنوطة بهم وحسب
الأدوار التي يلعبونها داخل هذه المؤسسة
ب - دور
الأستاذ داخل المؤسسة التربوية
- هو مطالب بالتواصل مع عديد الأطراف والمجموعات
الموجودة داخل المؤسسة والمتعاونة معها ، مثل :
•
الإداريين
•
التلاميذ
•
الأولياء
•
الزملاء
•
الإطار البيداغوجي ( متفقدون / مرشدون )
•
مستشار التوجيه
•
العملة والفنيون
•
...... الخ
-
كما يتعامل الأستاذ مع مسؤولي مجموعة من الجمعيات والمنظمات والنوادي الموجودة في
محيط المؤسسة التربوية سواء منه الداخلي أو الخارجي ، والتي يمكن أن تكون :
•
ثقافية ، فكرية ، رياضية ، تربوية ، اجتماعية
، شبابية ، نقابية .... الخ
-
ويستدعيه عمله التربوي للتعامل أيضا مع مجموعة من الهياكل مختلفة الأنشطة والمهام
( المتكونة من مجالس ومكاتب ) الموجودة داخل المؤسسة ، ويمكن أن يكون من المشرفين
عليها أو من المساهمين في نشاطها مثل :
•
مجلس المؤسسة ، المجلس البيداغوجي ، مجلس
القسم ، مجلس التربية ، مكتب الإصغاء ، خلية العمل الإجتماعي ، جمعية العمل
التنموي ، جمعية الصيانة ، مكتب التربية والأسرة ... الخ
-
الأستاذ مطالب بلعب مجموعة من الأدوار المتكاملة والداعمة لعمله التربوي ولمكانته
داخل القسم وخارجه ، أي مع تلاميذه ومع الرأي العام ، كأن يكون :
•
أستاذا ، مربيا ، إداريا ، مرشدا ، مصغيا ،
منشطا ، داعما ، ..... الخ
-
بعض الأدوار يستحسن أن لا يلعبها الأستاذ مباشرة بل عبر الهياكل الإدارية المسؤولة
تلافيا لبعض التعقيدات التي يمكن أن تحدث .... خاصة مع الأطراف الخارجة عن المؤسسة
التربوية
5 - آليات التواصل داخل المؤسسة التربوية :
أ – الحوار
ويتميز عن مختلف المفاهيم والكلمات ليتفرد بالسمو إلى مستويات
إنسانية تواصلية تحتفي بالآخر وتفسح له مجال القول والتعبير دون تعسف أو أفكار
مسبقة وبنفس القدر من الاحترام والغيرة على حقه في إبداء وجهة النظر الخاصة والحرص
على القواعد التواصلية السليمة معه ... الخ
ب – المرافقة
- هي مفهوم تربوي مستحدث ، بدأ يشيع في مجال الفعل
الإجتماعي بشكل عام : مرافقة الصغار والكبار والمسنين والمرضى والأسوياء ... ( في
مهن الجوار مثلا ) . أمّا إصطلاحيا فالمرافقة تعني جملة العمليات والأنشطة الساعية
لدعم التلميذ وشد أزره ومساعدته على النجاح خلال مساره الدراسي . ولهذه الخدمة
مكاتبها ومختصوها ومبادؤها أيضا ... الخ
ج - الإصغاء
- هو
شكل من أشكال التعامل مع الآخر، وقوامه الإنصات له وفسح المجال أمامه للتعبير عن
مشاغله وعن كل ما يقلقه وما يعطل توازنه النفسي . الإصغاء يفسح المجال أمام الفرد ويشجعه على الوعي ذاتيا بعناصر واقعه ولتشخيص مشكله وتحليله واستشراف مسالك حله ومعالجته ... الخ
محمد رحومة العزّي
مستشار
عام التوجيه المدرسي والجامعي
قابس 2012
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire