dimanche 14 août 2016

الأمر المنظم للحياة المدرسية

الحياة المدرسية
الأمر عدد 2437 لسنة 2004 المؤرخ في 19 أكتوبر 2004

تمهيد : الإطار العام لهذا الأمر :
- التربية بتونس هي بالتأكيد من المسائل ذات الأولوية :
§       قطاع يستقطب عددا كبيرا من التونسيين في مختلف المستويات : الإبتدائي ، الإعدادي ، الثانوي والعالي إضافة إلى قطاع التكوين المهني .
§       قطاع يستهلك مبلغا كبيرا جدا من الميزانية والقسط الأكبر من إمكانيات البلاد ويشغل عددا كبيرا جدا من الموظفين والعملة .
§       هي من العلامات المميزة لتونس التي عنيت منذ فجر الإستقلال بتطوير قدراتها البشرية عبر التربية والتعليم والتكوين . وهو ما نوه به الكثيرون في العالم وثمنه كل الملاحظين ، من ذلك أن أحد الصحفيين الفرنسيين الذي جاب البلاد التونسية طولا وعرضا أجاب عندما سئل عنها بقوله la Tunisie est le pays de l’arbre et du cartable   بما يعني أن المحفظة ومن ورائها التربية أصبحت العلامة المميزة لبلادنا .
هذا الموقف ، وهذه العناية ، هو وليد وعي عميق ومتأصل بأن التربية والعناية بالموارد البشرية واستيعاب التكنولوجيات ومواكبة تطورها المتواصل هي الطريق الرئيسية والصحيحة للرقي الإجتماعي وللحاق بركب الأمم المتقدمة ، أي هي أساس التقدم والحداثة . هذه الملاحظات تستحضر ضمنيا الأهداف الأساسية الأربعة للتربية كما جاءت في تقرير اليونسكو الذي أشرف على انجازه الوزير الفرنسي السابق جاك ديلور ، منذ سنوات وعنونه L’éducation : un trésor est caché dedans وأكد فيه أن للتربية أربعة أهداف هي :
- أتعلم كيف أعرف  apprendre à connaitre
- أتعلم كيف أعمل  apprendre à faire
- أتعلم العيش الجماعي apprendre à vivre ensemble
- أتعلم كيف أكون  apprendre à être   
على المستوى التشريعي أو القانوني ، حضي قطاع التربية منذ الإستقلال إلى الآن بثلاثة قوانين عامة ،  هذا بخلاف الأوامر والقرارات والمناشير التي تمثل ترسانة تشريعية هامة . وهذه القوانين هي :
     - القانون رقم 118 لسنة 1958 المؤرخ في 4 نوفمبر 1958
     - القانون عدد 65 لسنة 1991 المؤرخ في 29 جويلية 1991
     - القانون عدد 80 لسنة 2002 المؤرخ في 23 جويلية 2002 والمعروف بالقانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي .
وإذا ما ركزنا فقط على هذا القانون الأخير الذي هو حيز التنفيذ حاليا ، نلاحظ أن الإصلاح التربوي الذي جاء به ينبني على ثلاثة أقطاب أو أبعاد هي على التوالي :
1 – القطب البيداغوجي الذي ركز على تحديد :
     - وظيفة التعليم ووظيفة التأهيل للمدرسة ( ف 9 – 10)
     - مرجعية التعلمات ومجالات التعلم ( ف 48 – ومن 50 إلى 55 )
     - الكفايات العامة المستهدفة من التعلم ( ف 56 – 57 )
     - التقييم ومجالاته ( من ف 58 إلى 65 )
وقد استهدف هذا القطب بالتأكيد تجويد مكتسبات التلاميذ والإرتقاء بها من حسن توظيف الوسائل البيداغوجية وتطوير تقنيات وفرص التواصل المتوفرة وذلك بغاية التحكم في الإخفاق المدرسي والحد منه .
2 – القطب التربوي :
     - أكد أن التلميذ هو محور العملية التربوية ( ف 2 )
     - وضح أهداف التربية ( ف 3 )
     - وضح الوظيفة التربوية للمدرسة ( ف 8 )
     - وضح الوظائف التربوية لإطار التدريس ( ف 5 ) ص 19
     - تحدث عن الحياة المدرسية من حيث مفهومها وأهدافها ( ف 49 )
ومن خلال هذا القطب وقع استهداف مجموعة من الغايات تحوم خاصة حول تنمية شخصية التلميذ وتربيته على قواعد العيش معا من خلال تنمية الحس المدني عنده وتدعيم قيم المواطنة لديه .
3 – القطب المؤسساتي وجاء فيه :
     - تحديد المؤسسات التربوية وأصنافها ، بما فيها المدرسة الإفتراضية ( ف 29 )
     - الحديث عن إدارة المؤسسة التربوية :  مدير ومجلس بيداغوجي ومجلس المؤسسة ( ف 31 ) . ص 32
          - تحديد مشمولات مجلس المؤسسة ( ف 32 )
          - تحديد مشمولات المجلس البيداغوجي ( ف 37 )
          - توضيح مشمولات الأسرة التربوية وتركيبتها ( كل العاملين ، التلاميذ ، الأولياء والجمعيات ( ف 36 ) .
ويستهدف هذا القطب تحسين طرق التسيير والمتابعة الإدارية من خلال معالجة الأزمات وحل المشاكل التنظيمية والتعليمية وكذلك من خلال التفتح على الهياكل الخارجية والتعاون معها .
وهكذا نلاحظ أن مسألة الحياة المدرسية حاضرة في عديد الفصول والعناوين من هذا القانون التوجيهي رغم أن عديد الجوانب الخاصة بالحياة المدرسية حضيت بمجرد الإشارة المختصرة وهو ما حتم العودة إلى هذه المسألة في أمر خاص بها وهو ما تم بالفعل في هذا الأمر عدد 2437 لسنة 2004 المؤرخ في 19 أكتوبر 2004 الذي نحن بصدده .
المرجعية القانونية لهذا الأمر :
هي حينئذ القانون التوجيهي عدد 80 لسنة 2002 المؤرخ في 23 جويلية 2002 في فصله عدد 14 الذي وردت به الجملة التالية : " يضبط تنظيم الحياة المدرسية بأمر .. " ( ص 24 ) أما الفصل 49 فقد أورد تعريفا كاملا للحياة المدرسية إذ قال : " تمثل الحياة المدرسية وما يتخللها من أنشطة ، إمتدادا طبيعيا للتعلمات وإطارا لتنمية شخصية المتعلم ومواهبه علاوة على التمرس بالعيش الجماعي " .
- قانون 1991 تحدث عن الحياة المدرسية أيضا في فصلين : في الفصل 16 عند الحديث عن مهمة المدرسين ، والفصل 18 عند الحديث عن مشمولات إطار الإشراف الإداري والقيمين ... الخ .  لكن هذا القانون القديم لم يشر إلى مفهوم الحياة المدرسية ولم يعرفها .
نشأة هذا الأمر :
مر إعداد هذا الأمر بعديد الإستشارات والمراجعة والتعديل على أساس مقترحات الأطراف التربوية والنقابية التي وقع الإتصال بها وأخذ رأيها في المسألة . ( في قابس مثلا استشارة أولى بتاريخ 26 فيفري 2004 واستشارة ثانية بتاريخ 08 أفريل 2004 . )
طبيعة هذا الأمر :
هو حاليا ممضى من طرف رئيس الجمهورية وصادر بالرائد الرسمي في 26 أكتوبر 2004 . وهو بالتالي أمر ملزم يرتقي إلى مستوى القانون أي أنه يقدم حاليا للإنجاز والتنفيذ ولم يعد مجالا للنقاش والتقييم . ( لتوضيح طبيعة هذه الحلقة الإعلامية التوضيحية وليس إستشارية ).
التقديم المادي لهذا الأمر :
- العنوان الأول : في الحياة المدرسية ومبادئها : الفصول 1 . 2 . 3
- العنوان الثاني : في مشاريع الحياة المدرسية وأنشطتها وخدماتها : الفصول من 4 إلى 10
- العنوان الثالث : في الأطراف المتدخلة في الحياة المدرسية : ف 11
- العنوان الرابع : في تأطير الحياة المدرسية وتقييمها :
          - الباب الأول : في مجلس المؤسسة ( الفصول من 13 إلى 17 )
          - الباب الثاني : في المجلس البيداغوجي للمدرسين ( الفصول من 18 إلى 23 )
- العنوان الخامس : في تكريس قواعد العيش معا ( الفصول من 24 إلى 28 )
- العنوان السادس : في المحطات القارة للحياة المدرسية ( الفصول من 29 إلى 33 )
- العنوان السابع : أحكام مختلفة ( الفصلان 34 – 35 ) .

الملاحظة :
لأول مرة يصدر أمر لتنظيم الحياة المدرسية وهو لذلك يمثل حدثا يجب التعريف به ودراسته خاصة وأنه وليد استشارة معمقة وعامة شاركت فيها كل الأطراف المعنية بالعملية التربوية في البلاد .

تقديم محتوى هذا الأمر :
من أهم المسائل التي جاء بها هذا الأمر والتي ينبغي أن يطول فيها الحديث أكثر باعتبار جمعها لكل العناصر الفرعية الأخرى نجد مسألة الحياة المدرسية التي يجب توضيحها وتفصيل القول فيها مفهوما وأهدافا وآليات :
 1 – مفهوم الحياة المدرسية :
- هي مجموع الأنشطة التي تجري خارج القسم أي مع البقاء بالتأكيد داخل الإطار المدرسي
- هي كل ما هو غير تعليم صفي ، لكنها تبقى امتدادا للتعلمات في الفصول ، وتمثل إطارا مناسبا لتحقيق عديد الأهداف التربوية المنشودة .
2 – أهداف الحياة المدرسية :
تتمحور الحياة المدرسية على تحقيق مجموعة من الأهداف الحاسمة لتأكيد فاعلية المنظومة التربوية والإرتقاء بأدائها وتجويده ، ومنها :
     - تنمية شخصية التلميذ وتطوير مواهبه .
     - تعويد التلميذ على التمرس بالعيش الجماعي وبقواعده الحضارية والأخلاقية الصحيحة
     - استغلال الزمن غير المخصص للتعلمات استغلالا يسهم بنجاعة في تحقيق الأغراض المرسومة للحياة المدرسية .
     - بناء الحياة المدرسية على أسس حديثة ومتطورة . وهو ما يعني تطوير طرق عمل المؤسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها التربوية .
     - استثمار العناصر الإيجابية المتوفرة في المحيط الإجتماعي للمؤسسة
     - تنظيم الأنشطة الثقافية والإجتماعية داخل المؤسسة
     - تطوير صيغ التعاون مع الهياكل والجمعيات التربوية والعلمية والثقافية والرياضية والإجتماعية ...
3 – قواعد الحياة المدرسية :
- الحوار بين كل الأطراف
- الإقناع
- التشاور
- التعاون والتآزر
- الوعي والمسؤولية
- الإحترام
- العمل والمثابرة
- الإنضباط
- الإنصاف
- الموضوعية
- التوازن
- الإصغاء ....    
4 – الإجراءات المنصوص عليها في هذا الأمر لتطوير الحياة المدرسية :
أ – ف 4 و6 : اعداد خطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ منذ البداية وتضبط فيها الأنشطة التي تجري في إطار الحياة المدرسية سواء التربوية منها أو المدنية أو الثقافية أو الترفيهية أو الرياضية كما تضبط فيها أيضا مختلف الخدمات التي توفرها المؤسسة الصحية منها والإجتماعية وغيرها ...
  -  ف 5 : توضيح كيفية مشاركة التلاميذ في إعداد هذه الخطة :
- اختيار ممثل عن كل مستوى تعليمي ومعوض له عن طريق الإقتراع من بين نواب أقسام المستوى الواحد الذي وقع انتخابهم في بداية السنة بإشراف الإدارة والأساتذة على أساس نائب لكل قسم ومعوض له .
  - ف 7 : ضبط نوعية الأنشطة التي يمكن القيام بها والتي ذكرت في الفصل 6 ، وهي عبارة عن أعمال تكميلية أو إضافية يقع إعتمادها لتدعيم المكتسبات الصفية للتلاميذ ولإيجاد فرص أخرى للترفيه عنهم ولتطوير مواهبهم وتهذيبها ومنها :
-  أنشطة المرافقة المدرسية : مثل حصص التدارك والرحلات المدرسية والزيارات الميدانية والتعامل مع الفضاءات الموازية كالمكتبات ومراكز التوثيق وفضاءات الأنترنيت .
- أنشطة مدنية : مثل المبادرات والمشاريع والأعمال الفردية أوالجماعية في مجالات البيئة والتضامن والعمل التطوعي ...
- أنشطة ثقافية : ما ينجزه التلاميذ من أعمال ابداعية في مجالات الفنون والآداب والعلوم .... ومن أنشطة ثقافية في النوادي .... كل حسب ميوله وداخل المؤسسة وخارجها .
- أنشطة رياضية : فردية وجماعية في إطار الجمعية الرياضية .
- ف 8 : إلى جانب هذه الأنشطة توفر المؤسسة التربوية مجموعة أخرى من الخدمات الساعية إلى رعاية التلميذ ، وهي وقائية بالأساس تعمل على تيسير تواجد التلاميذ بالمؤسسة وعلى مساعدتهم على تحصيل نتائج جيدة ودفع العراقيل التي يمكن أن تعيقهم عن ذلك ، ومنها :
- المتابعة الصحية : عن طريق فحوصات طبية دورية للوقاية والعلاج عند الإقتضاء
- المتابعة الإجتماعية : في إطار العمل الإجتماعي المدرسي
- المتابعة النفسية من خلال الإصغاء إلى مشاغل التلاميذ لوقايتهم من أسباب الإخفاق المدرسي والإنحراف السلوكي .
- خدمات الإعلام المدرسي ، أي ما يقدم لهم من إضافة ومن إثراء لمعلوماتهم ولتوعيتهم ب :
- حقوقهم وواجباتهم
- المستجدات الدراسية
- الآفاق المهنية للشعب والإختصاصات
- مسارات التعليم المدرسي والتكوين المهني والتعليم الجامعي .
ب – ايجاد " خلية التوفيق المدرسي " ( ف 26 )
في باب الرعاية دائما والمرافقة وتطوير أداء المؤسسات التربوية بمزيد تأصيل أسس وعناصر العيش الجماعي يوصي هذا الأمر ببعث خلايا للتوفيق المدرسي بمختلف المؤسسات . والمقصود هنا بالتوفيق ضربا من الوساطة أو من التدخل بالحسنى للتقريب بين وجهات النظر وتجاوز الإختلافات والتوسط لحل ما يطرأ من مشاكل داخل المؤسسة التربوية إن أمكن . وتتكون هذه الخلية من :
- ممثلي الأساتذة في مجلس التربية
- المرشد التربوي
- المستشار في التوجيه المدرسي والجامعي
وهي تنشط بالتعاون الوثيق مع مدير المؤسسة . وهي كذلك لا تفرض آراء وحلولا إذا ما رفض أحد الأطراف المعنية الوساطة . فالمسألة مبنية على الإقناع بالأساس . وتدخلات الخلية ليست لها صفة إلزامية ولا تتم كذلك في كل الوضعيات ، لأن بعض هذه الوضعيات مرجعها القانون لا غير .
إضافة إلى هذه الإجراءات الساعية إلى تكريس قواعد العيش معا بكل ما تقتضيه من شروط وإلزامات مثل : ( ف 24 )
- احترام الآخرين
- صون حرمة المؤسسة
- حفظ كرامة العاملين فيها
- نبذ السلوكيات المنافية للأخلاق
- التخلي عن كل أشكال العنف والتسيب ....
إلى جانب كل ذلك أقر هذا الأمر ضرورة إلتزام الإدارة بوضع : ( ف 27 )
- صندوق الملاحظات والمقترحات على ذمة التلاميذ والأولياء
- سجل لنفس الغرض على ذمة العاملين بالمؤسسة
وتلتزم إدارة المؤسسة بمتابعة هذه الملاحظات والمقترحات ومعالجتها بالتعاون مع خلية التوفيق المدرسي .   
ج – إيجاد الآليات الضرورية لتأطير الحياة المدرسية وتقييمها وبالأساس :
1 – مجلس المؤسسة :  
وهو هيكل استشاري يعنى بوضع مشروع المؤسسة وتقييمه وتعديله عند الإقتضاء ، كما له مجموعة من الوظائف الأخرى التي حددها الفصل 14 والتي تهتم بالأساس بتطوير طرق عمل المؤسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها مع الأخذ بعين الإعتبار لمختلف حاجيات التلاميذ الخصوصية وخصائص المحيط الإجتماعي
+ تنظيم النشاطات الثقافية والإجتماعية
+ دعم الإعلام المدرسي
+ توطيد صلة المؤسسة بالمحيط الثقافي وضبط صيغ التعاون مع الجمعيات والهياكل ذات الصيغة التربوية والإجتماعية والرياضية .
تركيبة المجلس : ( ف 15 )

يجتمع المجلس ثلاث مرات في السنة وكلما دعت الحاجة أو بطلب ثلثي أعضائه خارج أوقات التدريس . كما يجب حضور ثلثي الأعضاء على الأقل لانعقاد المجلس ، أو تعاد الجلسة بأي عدد كان بعد أن تكون الإستدعاءات قد وجهت إلى الجميع . كما أن المدة النيابية محددة بسنة بالنسبة للتلاميذ والأولياء وثلاث سنوات للبقية .
2 – المجلس البيداغوجي :
هو هيكل استشاري أيضا لكن صبغته بيداغوجية بالأساس أي أنه يعنى بالمسائل البيداغوجية على مستوى التصور والمتابعة والإنجاز والتقييم بغاية تحسين أداء المؤسسة كما ونوعا .
مهام المجلس : يحددها الفصل 19 بتفصيل ويحصرها في :
- اقتراح تنظيم الزمن المدرسي اليومي والأسبوعي ( مع مراعاة كل النقاط )
- متابعة نتائج التلاميذ وبحث طرق تطويرها ( بإرساء تقاليد العمل التشاركي والجماعي مثلا ) .
- تحديد حاجيات المدرسين إلى التأطير والتكوين المستمر وتشجيع مبادراتهم البيداغوجية والتعريف بها . 
- ضبط حاجيات المؤسسة وأولوياتها في مجال الموارد والمعدات التعليمية .
- المساهمة في ضبط البرامج الثقافية للمؤسسة وإبداء الرأي في المسائل البيداغوجية المعروضة عليه .
تركيبة المجلس : (الفصل 20 )

المدة النيابية تدوم سنتين مع تسديد الشغورات الجزئية في السنة الثانية .  

تعقيب:
     هكذا ، مع تعدد الإجراءات التي جاء بها هذا الأمر وكثرتها تزيد ، تزيد المسؤولية جسامة بالتأكيد وتزيد الإلزامات الإدارية . غير أن ذلك قد يهون أو قد تخف وطأته مع تعدد الأطراف المتدخلة في الحياة المدرسية ، ومع فسح هذا الأمر المجال لعديد المتدخلين سواء من داخل المؤسسة التربوية أو من خارجها ، وهم بالتحديد :
أ – أطراف داخلية :
- إطار الإشراف الإداري
- المدرسون
- القيمون
- الإداريون
- التلاميذ
- العملة ....
ب – أطراف خارجية :
- الأولياء : وهم طرف أساسي يجب إعلامهم بانتظام بشؤون منظوريهم وتحميلهم كل مسؤولياتهم . كما يجب إطلاعهم أيضا على المشاريع التربوية وأهدافها ودعوتهم لمعاضدة مجهود المؤسسة .
- الجمعيات الثقافية والعلمية ذات العلاقة بالمؤسسة التربوية
- الجماعات المحلية التي يمكن أن تساعد المؤسسة .
المحطات القارة للحياة المدرسية :
- ضرورة بداية اليوم الدراسي بتحية العلم وبالنشيد الوطني
- تنظيم يوم مفتوح للتلاميذ الجدد خلال الأسبوع الأول من السنة الدراسية .
- تخصيص الحصة الأولى من السنة الدراسية لتقديم النظام الداخلي .
- في كل ثلاثية ، تخصيص ساعة أو أكثر للحوار مع التلاميذ والإصغاء إلى مشاغلهم واقتراحاتهم في المسائل المتعلقة بالحياة المدرسية ويتولى واحد من أساتذة القسم إدارة الحوار مع التلاميذ في كل فصل على حده .
- تنظيم لقاءات تقييمية في نهاية الثلاثيتين يحضرها الأولياء والمدرسون لتدارس نتائج التلاميذ .
- تتوج السنة الدراسية بتنظيم " يوم العلم " يخصص لتقييم النتائج وتكريم التلاميذ المتفوقين وأعضاء الأسرة التربوية وإقامة تظاهرات ثقافية وفنية .
ملاحظة ختامية :
هذه المحطات هي معهودة ومعمول بها ، والجديد بهذا الأمر هو تقنينها وجعلها محطات رسمية إلزامية لا يمكن إهمالها وعدم القيام بها مستقبلا . بل إن ذلك سيعتبر مستقبلا إخلالا بجانب من الواجبات المهنية .
هذه المجالس من شأنها أن تزيد في تحسين تسيير المؤسسة التربوية .
- كما أنها تخفف الأعباء على مدير المؤسسة بإيجاد إطار متكامل من شأنه أن يتقاسم معه أعباء ايجاد تنظيم بيداغوجي وإداري ومالي وثقافي للمؤسسة .
الأعباء أصبحت تتقاسمها جميع الأطراف المتعايشة داخل المؤسسة التربوية وخارجها فهي جميعا مطالبة بالمساهمة في وضع البرامج طبقا لخصوصيات كل مدرسة في إطار توجهات وزارة الإشراف .
- تأكيد التلميذ .
- تثبيت دور الولي
- تثبيت دور الجمعيات ذات العلاقة .
- الإدارة ، أي إدارة المؤسسة التربوية هي بالتأكيد ممثلة للسلطة العمومية والضامنة لتطبيق البرامج والمشاريع التربوية الوطنية ، وبالتالي هي عبارة عن جهاز تنفيذي يسهر على التطبيق اليومي وعلى تفعيل تصورات وتخطيطات وبرامج المجلس .
- تطوير طرق عمل المؤسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها التربوية .
- هنالك تأكيد على خلق فضاءات للحوار بالمؤسسة .
- هنالك في عملية الإختيار بعد حضاري تربوي  socio - culturel باعتبار أن الإختيار يتم عبر الإنتخابات . وهذا من شأنه أن يربي التلميذ على العملية الإنتخابية منذ الصغر ، وأن يهيئه لواجبات اجتماعية أرقى وأن يرتقي بالمؤسسة التربوية كذلك وبأدائها .
- هنالك سعي واضح لتمتين صلة المؤسسة بمحيطها الثقافي والإجتماعي وتطوير تعاونها مع الجمعيات والهياكل ذات الصبغة التربوية والعلمية والثقافية والرياضية والإجتماعية .
- هنالك سعي لإيجاد حلول أفضل لبعض المشاكل التلمذية .
- دعم عملية الإعلام والتوجيه المدرسي : مثل إطلاع التلميذ والولي على مستجدات الحياة المدرسية في الإبان خاصة ما تعلق بالإمتحانات والتوجيه والقانون الداخلي للمؤسسة التربوية .
- أهداف التعلم المعروفة منذ القدم هي :
Apprendre à lire , à écrire et à compter  وأضاف لها الفرنسيون المعاصرون apprendre à utiliser un ordinateur et apprendre à vivre ensemble  وهذا هام جدا باعتبار أن تعلم قواعد العيش الجماعي أصبح من الهداف الهامة والملحة لعديد الأنظمة التربوية وليس للنظام التربوي التونسي فقط كما ألح عليه هذا الأمر ( ف 24 ) . 

محمد رحومة
مستشار عام الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي
المندوبية الجهوية للتربية بقابس 2005


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire