mercredi 8 novembre 2017

تحسين نتائج الباكالوريا 2018

تحسين نتائج الباكالوريا 
 خيار وطني
ومبادرات جهوية


مقدمة :
      إشكالية النتائج المدرسية ، ومبرراتها النظرية والميدانية  
      لا تنفصل مجهودات رعاية المنظومة التربوية وتطوير آدائها عن النظر في النتائج المدرسية المحققة فيها . فهي تستعرض مجموع مخرجاتها وتمثل محرار فاعليتها المحققة وصورة ما أنجزته من نجاحات وما تخللها من نقائص وهنّات يجب تجاوزها وايجاد المعالجات المناسبة لها .  
كما أن تحسين النتائج المدرسية بشكل عام هو هدف الإصلاح التربوي وغايته ، وهو آلية الحد من الهدر ومن التسرب الدراسي الملحة ، إذ تسجل المؤسسات التربوية سنويا ما يزيد عن  100 ألف منقطع أكثرهم بسبب ضعف النتائج والعجز عن النجاح . وهذا ما يبرر ضرورة اتخاذ إجراءات علاجية فعالة ، تدفع إليها أيضا حقائق مدرسية كثيرة أخرى ، مثل :  
أ - تقييم بيزا الدولي الذي أجري سنة 2015 PISA وشارك فيه نخبة من 7000 تلميذ تونسي من مستويات الأولى ثانوي والثامنة والتاسعة إعدادي أبرز ضحالة المستوى الدراسي لهؤلاء التلاميذ . ذلك أن " الفارق بين تلميذ سنغفورة مثلا والتلميذ التونسي البالغ من العمر 15 سنة يبلغ حوالي 170 نقطة في مجالي العلوم وفهم النصوص المكتوبة أي ما يساوي 4.3 سنوات تعلم في حين يبلغ هذا الفارق في مجال الرياضيات 197 نقطة ، أي ما يعادل 5 سنوات تعلم ( 39 نقطة تمثل سنة تعلم )
ب - تبيّن معطيات باكالوريا 2016 مثلا أن معدل اللغة العربية بالنسبة إلى تلاميذ شعبة الآداب يبلغ 7.67 وفي مادة الأنقليزية 7.41 و3.93 بالنسبة إلى مادة الفرنسية ( يحتسب المعدل بجمع أعداد كافة المترشحين في الدورة الرئيسية وتقسم على عدد المشاركين بقطع النظر عن نجاحهم من عدمه ) . 
ج – يتسبب الإنقطاع عن الدراسة في خسائر بنسبة 28.8 % من ميزانية وزارة التربية ويتسبب الرسوب في خسائر ب7.8 % منها . لذا فإن متابعة النتائج والإنشغال بها والسعي الدؤوب إلى تقييمها وتحسينها والإرتقاء بها ليس مصادفة عرضية ولا اختيارا يمكن التخلي عنه وعدم الإهتمام به ولا هو ظرفي أو مناسباتي ، بل هو من صلب العمل التربوي ذاته ومن صميم إهتماماته الأكيدة جدا ومن مسؤولياته الجسيمة .
تحسين نتائج الباكالوريا بما هو خيار وطني :
وهذا ما تكثف في انشغالات وزارة التربية في السنوات الأخيرة وأساسا منذ باكالوريا 2015 التي تنادى لها المتفقدون العامون والمستشارون العامون لتقييم نتائجها ودراسة مواطن النقص فيها التي أثرت على مجهودات التلاميذ واجتهاداتهم ، وتأكدت تبعا لذلك أن مواطن الهنات كثيرة متعددة وأن مسؤولية ضعف النتائج لا يجوز تحميلها لأي طرف دون غيره . فهذا الضعف صار من علامات وهن المنظومة التربوية ككل ، ومن دوافع الإقدام على إصلاح تربوي عميق يعالج جميع الهنات . وتأكد أن الأسباب هيكلية تمس الخيارات البيداغوجية ومنهجيات التعلم ونوعية الموارد البشرية وتكوينها بكل أسلاكها وبمختلف أدوارها في تكوين التلاميذ وتأطيرهم .
وفي انتظار انجاز هذا الإصلاح التربوي ذي المداخل العديدة والذي تشترك فيه كل الفعاليات الوطنية في مختلف المؤسسات الرسمية والمدنية ، كان لابد من المبادرة وطنيا وجهويا ولو باجتهادات قطاعية مخصوصة بمحاولة الحد من النزيف التربوي المستشري لسنوات ومعالجة بعض جيوبه .
وفي هذا الإطار تتنزل الحملة الوطنية لتحسين نتائج الباكالوريا التي انطلقت مفتتح السنة الدراسية الفارطة ( 2016 – 2017 ) بتساند بين إدارة التقييم والجودة وإدارة الحياة المدرسية مع المستشارين العامين في الإعلام والإرشاد والتوجيه المدرسي والجامعي ، والإدارة العامة للتعليم الثانوي والإعدادي مع التفقدية العامة التي كلفت المتفقدين العامين بذلك .
انطلقت الحملة في مرحلة أولى بجميع المعاهد التي سجلت نسب نتائج الباكالوريا لا تزيد عن 30 % وعددها 52 ، ولم يكن أي من معاهد قابس من ضمنها . وتواترت زيارات المتفقدين العامين والمستشارين العامين لهذه المعاهد لتشخيص وضعها ولرسم الخطط العلاجية مع الفاعلين التربويين بهذه المؤسسات ومتابعة تنفيذها ، والإشراف على مختلف المبادرات الجهوية . كما تتالت اللقاءات الوطنية لمتابعة مختلف التمشيات وتقييمها وتعديل ما احتاج إلى ذلك . وجاءت النتائج مشجعة وفي مستوى الآمال التي عقدت على هذا المسعى ومجزية للإنتظارات ، إذ ارتقت النتائج وسجلت تحسنا في 33 معهد زادت النسبة في بعضها عن 47.14 % و37.11 % و23.85 %   و23.25 % . وسجل المعهدان الأخيران في الترتيب مثلا نسبتي نجاح ب28.85 % ( ماجل بلعباس 2 ) و45.11 % ( الجرسين ) بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز في كليهما 5 % في باكالوريا 2016 . لكن لم يخرج من دائرة المتابعة إلا معهدان تجاوزت نسبة النجاح فيها 30 % . وهو ما يحتم ، للسنة الثانية على التوالي ، مواصلة مرافقة هذه المعاهد مع تلك التي لم تشهد أي تحسن وعددها 19 كما أضيفت بعض المعاهد  إلى القائمة بسبب عدم بلوغ نسبة النجاح بها 30 % ومنها هذه السنة أحد معاهد مندوبية قابس الذي تدحرجت نتائجه إلى 21.30 % .
المبادرات الجهوية لتحسين نتائج الباكالوريا :
هذا على المستوى الوطني ، أما جهويا فقد انطلقت المجهودات قبل تاريخ هذا الإجراء الوطني بسنة ، أي منذ السنة الدراسية 2015 – 2016 ، وذلك بعد النظر في التقرير الذي أعد للجنة الوطنية لمتابعة نتائج الباكالوريا والإطلاع على ما ورد به من تشخيص لعديد النقائص والسلبيات ، وتقرر على إثره عقد ندوة جهوية في 01 ديسمبر 2015 وقع خلالها عرض هذا التقرير والتداول في الأمر مع السادة المتفقدين والمديرين ومستشاري التوجيه المدرسي والجامعي والأساتذة المكلفين بالتوجيه في المعاهد ، وبعثت على إثرها اللجنة الجهوية لمتابعة نتائج الباكالوريا متكونة من السادة :
- مدير التقييم والجودة ( عبد الكريم مفتاح )  
- رئيس مصلحة التدريس والتكوين بالمرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي ( نعمان الحضيري )
- مدير المركز الجهوي للتربية والتكوين المستمر ( عمار معتوق )
- مستشار عام التوجيه المدرسي والجامعي ( محمد رحومة )  
- والسادة متفقدو المواد الآتي ذكرهم : محمد حمزة ، محسن التومي ، كمال بن حميده ، رفيق كستوري .
كما أصدرت هذه الندوة مجموعة من التوصيات تركزت على مطالبة المديرين ب :
1.    عقد اجتماع بكل الأطراف المعنية بالأقسام النهائية ، يخصص لتقييم نتائج المعهد في امتحان الباكالوريا مع تمكين اللجنة الجهوي من محضر الجلسة ممضى من طرف المشاركين ومن الدراسة التقييمية لتلك النتائج .
2.    تكوين لجنة قيادة ومتابعة محلية داخل المعهد يرأسها المدير تصوغ خطة علاجية محلية وتتابع تنفيذها مع الإستئناس بما ورد بوثيقة الخطة العلاجية الجهوية المقترحة وتمد اللجنة الجهوية بنسخة منها وبتقرير شهري دوري حول ما تم انجازه من هذه الخطة .  
3.    التنسيق مع أعضاء الجنة الجهوية ومع متفقدي المواد لبرمجة أنشطة في الغرض جهويا ومحليا ولمتابعة تنفيذ مراحل الخطة العلاجية .
4.    إشراك كافة الأطراف الفاعلة وذات العلاقة في محيط المؤسسة واستغلال كل الفضاءات العمومية المتاحة بالجهة .
واشتغلت هذه اللجنة في سنتها الأولى مع المعاهد الخمسة الأخيرة في الترتيب الجهوي في الباكالوريا ( وهي معهد فرحات حشاد ، معهد الجمهورية ، معهد ابن الهيثم بغنوش ، معهد منزل الحبيب ومعهد العرقوب ) .
وقد اجتمعت بشكل متواتر عديد المرات ضبطت على اثرها خطة علاجية جهوية انبنت على المحاور الخمسة التالية :
1 - المرافقة التربوية والإحاطة النفسية بهدف تنمية دافعية التلاميذ نحو النجاح والتفوق ، بعد ملاحظة ضعف هذه الدافعية لديهم وسيطرة مشاعر الإحباط واليأس عليهم . واقترحت لذلك عديد الأنشطة مثل عقد اجتماعات تحسيسية توعوية لفائدة تلاميذ الباكالوريا حول :
* التربية على النجاح ( عبر التخطيط والبرمجة والتحكم في الوقت وتوزيع العمل ... الخ ) وتثمين الذات وحسن الإستعداد لامتحان الباكالوريا .
* تنظيم حصص إصغاء جماعية لتلاميذ الباكالوريا للتعرف على انتظاراتهم وللإستماع لمقترحاتهم لتحسين النتائج .
* تنظيم لقاءات مع نماذج ناجحة وملهمة من أبناء الجهة أو قدماء المعهد وتلاميذه المتميزين سابقا ( مهندسون ، أطباء ، أساتذة ، جامعيون ، أبطال ، أصحاب مشاريع ... ). ويتكفل المسؤولون عن التوجيه المدرسي والجامعي والأخصائيون في علم النفس وعلم الإجتماع بإنجاز هذه الأنشطة .
2 – التأطير البيداغوجي : لتلافي الضعف الموجود في مختلف المجالات بعد أن وقعت ملاحظة ضعف التكوين الأساسي في كل المواد تقريبا وضعف تملك التلاميذ لمهارات التعامل مع الإختبارات . ويكون ذلك عبر دروس الدعم خلال الموازنات الرسمية وعبر تبادل الأساتذة وتنظيم ورشات دروس مسيرة تركز على تنمية المهارات المنهجية . ويسير أشغال هذا المحور ويتابعه أساسا المتفقدون في الفضاءات العمومية والثقافية والتربوية الممكنة .
3 – محور التقييم : ويهدف الإشتغال عليه إلى الإقتراب ما أمكن من تطابق التقييم بعد أن لوحظ التباين بين نتائج التلاميذ في الإمتحانات الوطنية ونتائجهم السنوية . ويكون ذلك على امتداد السنة عبر دعم تركيز الأساتذة على التقييم التكويني في حصص إصلاح الفروض وتوظيف هذه الحصص لتدارك مواطن الخلل في عملية التعلم لدى التلاميذ .
كما تدعى لجان القيادة المحلية المزمع تكوينها على مستوى المعاهد ، مدعومة بالمتفقدين ومسؤولي التوجيه ( مستشارين وأساتذة ) إلى تنظيم اجتماعات تقييم لنتائج المعهد في امتحان الباكالوريا الفارط ، وتحليل نتائج التلاميذ في نهاية السداسي .
4 – محور اللغات : ويهدف إلى تحسين نتائج التلاميذ فيها بعد ما لوحظ من نتائج متدنية في اللغات بما في ذلك العربية . ويكون ذلك بتدعيم حصص التدريب على التعبير والتحرير داخل القسم وفي حصص وورشات خصوصية خارجه .
كما ارتأت اللجنة أيضا انجاز حصص شهرية بساعتين مع كل الشعب يؤمنها أساتذة اللغات والمتفقدون ولجان القيادة المحلية ، لتنمية الكفاية اللغوية في الفرنسية والأنجليزية .
5 – المحور الخامس والأخير يهتم بالحياة المدرسية وتشتغل عليه جميع الإطارات التربوية والإدارية والمنظمات والجمعيات المختصة وذات العلاقة عبر توظيف أنشطة النوادي في خطة تحسين النتائج ، وتوظيف وسائل الإعلام المختلفة للدعاية للأنشطة المبرمجة لتحسين النتائج  بعد ما لوحظ من محدودية أثر النوادي في دعم التحصيل الدراسي والتعلمات وغرس عقلية النجاح . وهذا يستدعي بالتأكيد حشد جهود الجميع بما في ذلك الأولياء وتفعيل كل الفضاءات بما في ذلك قاعات المراجعة والمكتبات المدرسية .
        وقد أثمر هذا الجهد في سنته الأولى تحسنا ملحوظا في نتائج جميع المعاهد المستهدفة ( ب24.36 نقطة بمعهد ابن الهيثم بغنوش - 14.11 نقطة بمعهد الشابي –  12.24 نقطة  بمعهد فرحات حشاد –7.45 نقطة بمنزل الحبيب وب1.21 نقطة بمعهد شارع الجمهورية ) . ومثّل هذا حافزا معنويا كبيرا لأعضاء اللجنة دفعهم إلى مواصلة العمل بهذه الخطة للسنة الثانية على التوالي ( حتى مع عدم إدراج مندوبية قابس ضمن الخطة الوطنية التي انطلقت في هذه السنة ( 2016 – 2017 ) بفضل تحقيق جميع معاهدها لنسبة نجاح في الباكالوريا تتجاوز 30%  ) .
وتدعمت هذه اللجنة بمربين آخرين إلتحقوا بها لدعم جهودها وهم السيد المتفقد العام ( فريد ونيس )  والسادة المتفقدون : نجم الدين عمر ، سامي بوخشينه ، عبد الرزاق حمزة ، مصطفى التشيني ، علي دلهومي والسيدة مستشارة الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي     ( سامية عطية ) . وهوما مكنها من توسيع نشاطها إلى خمسة معاهد أخرى ( مع ثلاثة من المعاهد السابقة ومعهدين آخرين عوضا عن الذين حققا أكثر نقاط تحسن . )     
      وأوصت هذه اللجنة الجهوية في أولى إجتماعاتها ، وبعد تقييمها للعمل المنجز في السنة الأولى بضرورة :
 1 - اعتماد خطة علاجية استراتيجية متوسطة أو طويلة الأمد لتحسين النتائج تستهدف مستويات ما قبل الباكالوريا وبتنمية دافعية الأساتذة وتشجيع انخراطهم في البرنامج وتكوينهم في مجال المرافقة والدافعية والتربية على النجاح .
2 -  إسناد شهادة شكر إلى الأسرة التربوية بالمعاهد التي تحسنت نتائجها وترتيبها والمعاهد التي حققت نسبة نجاح أرفع من النسبة الوطنية .
3 - كما تم تحديد الأولوية التالية في نطاق الخطة العلاجية : يكون التدخل في شكل ورشات تركز على التعامل مع ورقة الإختبار / الإمتحان . ويتم التركيز على النواحي المنهجية في المواد التي يعاني فيها التلاميذ ضعفا في مختلف الشعب . ويكون هذا التدخل بإشراف اللجنة ومتفقدي المواد بالتنسيق مع مديري المعاهد .
4 - إطلاع مديري المعاهد الخاصة على هذا البرنامج الجهوي وحثهم على الإنخراط  فيه لتحسين نسبة النجاح الجهوية العامة ( في التعليم العمومي والخاص ) .
5 - إلزام الأساتذة الذين لا يعملون بجدول كامل بتكملة الساعات الناقصة بدروس دعم لفائدة تلاميذ الباكالوريا أولا وتلاميذ المستويات الأخرى ( تطبيقا للمذكرة الوزارية في الغرض ) . مع التركيز على التقييم التكويني مع التوصية بتخصيص أسبوع العطلة لتنظيم أنشطة دعم وعلاج .  
6 - المتابعة الدورية لمراحل تنفيذ الخطة والتعريف الإعلامي بهذا البرنامج وبالأنشطة المبرمجة بالمعاهد .
7 - كما طالبت اللجنة بتوفير أخصائيين نفسانيين على ذمة المندوبية ، وهو ما استجابت له الوزارة جزئيا فيما بعد بتسمية أخصائية ( الآنسة مريم كريم ) التي عززت المجموعة هذه السنة ، وهي اليوم أحد أعضاء اللجنة الجهوية .
لكن المردود العام في نهاية السنة ( 2016 – 2017 ) لم يكن في حجم المؤمل ، إذ تحسنت النتائج في معهدين فقط ( هما معهد فرحات حشاد الذي حقق تحسنا بنقطة ونصف ومعهد دخيلة توجان الذي تحسن بقرابة 7 نقاط . بينما شهدت بقية المعاهد تراجعا طفيفا بنقطة أو نقطتين أحيانا ( غنوش ومطماطة الجديدة ) وعميقا أحيانا أخرى ب12 و11 نقطة ( شارع الجمهورية ومنزل الحبيب ) . وهو ما أدى بهذا الأخير إلى الإنحدار إلى القائمة الوطنية للمعاهد التي ستقع متابعتها وطنيا هذه السنة .
الخاتمة  
والنتيجة الحاسمة والبليغة التي نخرج بها هنا تتمثل في كون العمل على تحسين النتائج في الباكالوريا أو في غيرها من المستويات يجب أن يكون جهدا دؤوبا مسترسلا ( وليس متواصلا فقط ) لا يتوقف ولا يعتريه الكلل ، ولا يطمئن إلى النجاحات المحرزة ولا يقف عندها لأنها ظرفية بطبيعتها كظرفية مجتمعها الذي حققها والذي يرتقي باستمرار إلى مستوى دراسي أعلى دافعا بأنظارنا إلى شريحة جديدة ترتقي بدورها إلى دائرة المتابعة والتقييم .
كما أن هذا المسعى هو مسؤولية الجميع ، يجب أن يتحول إلى مشغلة عامة لا تتحمل وزرها لجان المتابعة فقط جهويا ومحليا ، ولا الأسلاك الحاضرة اليوم معنا فقط ... فما أنتم إلا قادة تربويون تديرون معركة النتائج هذه وتوجهون جنودها ، تنشطون جهويا لكن في سياقات وطنية أكيدة .

محمد رحومة 
مستشار عام التوجيه المدرسي والجامعي 
المندوبية الجهوية للتربية بقابس 







dimanche 11 juin 2017

متابعات تربوية

ملاحظات تربوية متناثرة


الملاحظة الأولى :
عرفت العشريات الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي عديد المستجدات العلمية والتكنولوجية التي أنتجت المجتمع الجديد ، مجتمع المعرفة والذكاء ، مجتمع الإقتصاد اللامادي والأنشطة والتعاملات الإفتراضية . وانعكس ذلك عمليا على المستوى التربوي المحلي ببعث شعبة تكنولوجيا الإعلامية في التعليم الثانوي ، ولو بشكل متأخر نسبيا ( بعد سنة 2000 ) ، إضافة إلى عديد الإختصاصات في الإعلامية وفي الرقميات بالتعليم العالي . من ذلك مثلا أن عدد الاختصاصات في الإعلامية والملتيميديا المدرسة بالتعليم العالي سنة 2003 – 2004 قد تضاعفت بأكثر من أربعة وعشرين مرة في ظرف عشر سنوات فقط أي عما كانت عليه سنة 1995- 1996 ، وتبين لنا من خلال المقارنة بين دليلي التوجيه الجامعي لهتين السنتين المذكورتين ، أن الرقم مر من اختصاصين هما الإعلامية والإعلامية في التصرف إلى أكثر من سبعة وأربعين اختصاص استقطبت سنة 2004-2005 أربعة وثلاثين ألف طالب أي بنسبة 10.8 % من العدد الاجمالي للطلبة آنذاك .
أما الآن ، فيبدو أن هذا الإختصاص قد امتلأ وأشبع إلى حد الإكتظاظ والكساد فقلت فيه الفرص . وبالتوازي نقص الإقبال على شعبة تكنولوجيا الإعلامية بشكل كبير وملحوظ لينحصر في السنة الدراسية الفارطة 2014 – 2015 في حدود 10.25 %على المستوى الوطني من مجموع تلاميذ السنة الأولى ثانوي و5.83  %بالسنة الثانية . بل تنزل النسبة على المستوى الجهوي عن المعدل الوطني الخاص بالسنوات الأولى بثلاثة عشر مندوبية لتصل إلى 4.89  %بسوسة و5.13  %بصفاقس 1 و5.89  %بصفاقس 2 و6.71  % بسليانة ... إلخ .
واعتاد المختصون تفسير ذلك بالقول أن هوية هذا الإختصاص غير واضحة للتلاميذ الذين لم يدركوا جيدا أنه اختصاص علمي بحت وليس تقنيا ليفاجؤوا بقيمة الرياضيات والفيزياء في دراسته وضرورة التميز فيها لاستيعاب الخوارزميات والبرمجيات مثلا . كما أن المقبلين على هذا الإختصاص هم التلاميذ ضعاف النتائج وأصحاب المستوى المحدود في المواد العلمية المميزة .
لكن يبدو أن تشخيصاتنا هذه غير صائبة بما يجعل التوجيه المدرسي غير مواكب للسياق العام الذي يفكر داخله التلاميذ ، وهو سياق المهن والتشغيلية والآفاق التي مازالت متاحة في سوق الشغل لخريجي هذا الإختصاص . أي أن عزوف التلاميذ عنه مبني على فهم صحيح وواقعي لسوق الشغل ، بينما تشخيصاتنا بقيت حبيسة المؤهلات والإمكانيات والقدرة على استيعاب المواد . وهو ما يؤكد عدم تناسق تنظيراتنا مع تفكير التلاميذ والأولياء ، مما يحتم علينا السعي الجدي لتصحيح ذلك .  

الملاحظة الثانية :
يؤكد الباحثون أن 50  %من المهن الحالية على الساحة العالمية لم تكن موجودة لعشرين سنة خلت ، .... وكذلك 50  %من المهن المستقبلية غير معروفة اليوم .
وهذا يعني أن مواطن الشغل تولد وتموت شأنها شأن أية ظاهرة حياتية وأن المهن والوظائف تتوالد حسب مقتضيات العصر ومتطلبات الحياة ، بل هي تتطور وتتغير أيضا وتوظف التكنولوجيات الحديثة ، وبذلك فإن ما بقي منها تتغير فيه هو كذلك نسبة المعرفة في إنجاز المهن . والأسئلة المطروحة هنا هي : كيف نرشد التلاميذ في هذه الحالة ؟ وما هي قدرة الموجهين بمختلف أسلاكهم ، أساتذة كانوا أم مستشارين ، على تمثل المستقبل المتخفي وراء انجازات وابتكارات علمية وتكنولوجية متسارعة ؟ وهل لمراكز بحثهم ، إن وجدت أصلا ، القدرة والإمكانيات على تتبع مختلف المنافذ المفتوحة على المستقبل ... ؟ وهل هنالك أمل في إحداث مثل هذه المراكز مستقبلا ؟ وهل هنالك تعاون مع بقية الأطراف المعنية يمكن التعويل عليه لتغطية هذه النقائص ؟
في كل الحالات ، لا يجب أن يكون خطاب التوجيه والإرشاد مضللا ولا أن يزرع الوهم في عقول المسترشدين بل أن يكون واعيا بحدوده ... أي على التوجيه التركيز على دفع التلميذ إلى تطوير إمكانياته ومؤهلاته وأن يغرس لديه الطموح والأمل والدفع في اتجاه النجاح الإجتماعي أيضا .

الملاحظة الثالثة :  
مجال الشغل المستقبلي ، مهما كان قديما أو مستحدثا ، ستكون أسسه المعلومات والمعرفة ، أي أن دخوله والإستفادة منه والنجاح فيه سيكون مرتهنا بنوعية التكوين الذي يتلقاه الطلبة حاليا بالمؤسسات التربوية على اختلافها وبمدى تأهيلهم لذلك وتوفير فرص اختيار التخصصات المناسبة ... وهنا تبرز عديد الحقائق الهامة مثل :
 1 – مسؤولية الإصلاح التربوي المزمع إقراره في ضمان التأهيل المطلوب للتلاميذ .
 2 – قيمة الإختصاصات العلمية والتكنولوجية للولوج إلى هذا الواقع الجديد المبني على الرقميات وعلى البرمجيات والهندسة ... الخ وبالتالي قيمة التميز في الرياضيات والفيزياء وفي اللغات الأجنبية التي كتبت بها والضامنة لاستيعابها .... وهذه مواطن ضعف التلاميذ وأسباب احتلال منظومتنا التربوية المراتب الدنيا في جميع التقييمات العالمية . وهذه مسؤولية أخرى للإصلاح التربوي أيضا المطالب بالمعالجة الناجعة لهذه النقائص .

الملاحظة الرابعة :
من إفرازات الربع الأخير من القرن الماضي ، بما شهده من إقبال كبير على الإعلامية والإلكترونيك وعلى التكوين في الرقميات بشكل عام ... ، العزوف عن الإختصاصات التقنية المعهودة وبشكل مزدوج ، من المتكونين ومن المكون أيضا ، أي من الدولة التي ألغت هذه الإختصاصات وفرطت في الورش وغيرت صفة المعاهد الفنية وكلفت المكونين بمهام إدارية ومكتبية بعيدة عن اختصاصاتهم . ونتجت عن ذلك مساوئ مزدوجة أيضا : بطالة في الإختصاصات المستحدثة ( إلى حد التخمة في اختصاصات المالية والمحاسبة والإعلامية والكيمياء ... إلى غيرها من الإختصاصات البيوطبية التي لا حظ لها في سوق الشغل ولا حاجة اقتصادية واجتماعية كبيرة لها ) ....  مقابل نقص حاد أصبحت تعانيه هذه السوق حاليا في اليد العاملة المختصة وفي الكوادر الفنية المتوسطة في جميع الإختصاصات تقريبا ( من البناء إلى الكهرباء إلى اللحام والنجارة والميكانيك والتركيب المعدني والفلاحة والصيانة .... الخ ).
وبالتالي فإن حبل النجاة المتاح حاليا للجميع ، طلبة ومسؤولين ، يكمن في إحياء هذه الإختصاصات المهملة ، بروح جديدة بالطبع وبرؤية معاصرة ومتطورة . وبهذا فإن العودة للتعليم التقني وإحداث باكالوريات مهنية وربط التعليم والتكوين بالحاجيات الفعلية للبلاد وبمخططاتها التنموية ، تمثل جميعا ضرورة ملحة لا مفر منها ، وهو ما يجب أن يضطلع به الإصلاح التربوي أيضا وأن يستعد له الموجهون من الآن على جميع الأصعدة ( فهم هذه الإختصاصات وحصرها وضبط مقاييسها وتوفير ما يلزمها من أدلة ووثائق ودراسات ... ) فتلك هي بوابة الخروج من مطب البطالة التي تعاني منها البلاد الآن ونغصت على الجميع ...  

الملاحظة الخامسة :
التكوين الجيد والصلب والمتكامل للتلاميذ بما يؤهلهم فعليا للإستجابة للواقع المستحدث ولروح العصر يستدعي ضرورة التكوين المتوازن المبني على الجانبين النظري والعملي التطبيقي الذي يوفر الفرصة للتلميذ لاكتساب المهارات اليدوية ولمعرفة سبل التخطيط والإعداد والبرمجة الفعلية واختبار مدى نجاعة ما برمج له ، وهذا يستدعي تطوير التعلمات بما يجعل التطبيقي منها أساسيا منذ المراحل الأولى للتعليم ، وذلك تضمنه مقاربة العمل بالمشروع والتعلم عبر الممارسة والإنجاز وليس بالبيداغوجيا التلقينية القديمة .
ورغم ذلك تفاجؤنا الوزارة بإلغاء مادة إنجاز مشروع التي يمكن أن تفي ولو جزئيا ببعض هذه المتطلبات البيداغوجية المنشودة ، غير مكتفية بما خصتها به من تهميش أبقاها ضمن المواد الإختيارية التي تدرس في نهاية المرحلة الثانوية ، وليس منذ المرحلة الأساسية كما هو مطلوب .
والأدهى من ذلك أن قرار الإلغاء هذا جاء ضد التوجه الوطني العام الذي أوصت به لجان الإصلاح التربوي والذي أكدته قبل ذلك الإستشارة الوطنية حول مادة إنجاز مشروع التي أوصت بتطوير هذه المادة ومعالجة ما ظهر في تدريسها من عيوب وليس إلغاؤها كليا بهذا الشكل المفاجئ الذي أعلن مؤخرا .    

الملاحظة السادسة :
التحولات في عالم الشغل وفي مختلف العلوم والتكنولوجيات أوجدت ما أصبح يعرف بالتعلم مدى الحياة بفعل الحاجة إلى تجديد التكوين وتعهد المعارف الشخصية والمكتسبات العلمية باستمرار عبر الرسكلة وإعادة التأهيل . وهذه مسؤولية أخرى للمؤسسات المعنية رغم كون ذلك سيثقل كاهلها ، ويزيد من جسامة مسؤولية الإصلاح التربوي مرة أخرى .  

الملاحظة السابعة :
في نهاية القرن الماضي شهدت فرص التشغيل زيادة ملحوظة فعلا في قطاع الإعلامية والإلكترونيك والخدمات ( قطاع البنوك - التأمينات - النقل - المواصلات - الخدمات الموجهة للمؤسسات ... ) وكل هذه الأنشطة لها ارتباط وثيق بتقنيات المعلومات والإتصال . ولكن جميعها تعاني الآن مصاعب جمة في التشغيل ببلادنا بعد أن أصبحت سوق الشغل عاجزة عن استيعاب كل الوافدين عليها من هذه الإختصاصات ...... لذلك تبدو الهجرة إلى فضاءات خارجية ، عند عديد الباحثين والمخططين ، جزءا من حل مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب .
في الدول المتقدمة هنالك أيضا ارتفاع متواصل في عدد العاملين في الخدمات الإجتماعية الموجهة للفئات الخصوصية كالمسنين والمعوقين والأطفال نظرا للحاجيات الأسرية الجديدة الناتجة عن شيخوخة هذه المجتمعات وعن خروج الجميع للعمل بما في ذلك كل النساء ، وهي السمات بمهن الجوار .... وهذا معطى هام كذلك  


محمد رحومة

مستشار عام التوجيه المدرسي والجامعي 
المندوبية الجهوية للتربية بقابس 
- مارس 2016

   

jeudi 23 mars 2017

إعادة التوجيه المدرسي 2

إعادة التوجيه المدرسي
آلية التفهم والمرافقة الناجعة
 ( ملخص بحث ميداني )





الفهرس



1 – الإشكالية                                                                                7
2 – الفرضية                                                                                8
    - دوافع البحث ومبرراته                                                              9
3 – الإطار النظري للبحث :                                                             
      أ – تحليل المفاهيم                                                                    13
      - التوجيه المدرسي                                                               13                          
          - إعادة التوجيه                                                                    18
          - المشروع                                                                         21
          - المرافقة                                                                           26
          - التفهم                                                                              36
          - الدافعية                                                                           38
     ب – عرض الأعمال السابقة                                                        43
4 – البحث الميداني                                                                        46
     أ – الجزء الأول                                                                       47
          - وسائل البحث ومنهجيته                                                       47
          - وصف العينة                                                                    49
               - التوزيع الجنسي للعينة                                                    52
               - التوزيع حسب الوضع الدراسي                                         53      
    ب – الجزء الثاني :                                                            
     1- واقع مسألة إعادة التوجيه في المنظومة التربوية التونسية :            56
  - تغييب إعادة التوجيه سابقا قولا بعدم مبرراتها                                56
       - مرحلة الإعتراف المحتشم                                                        57
       - مرحلة التقنين                                                                       58
       - مرحلة التعديل والتطوير                                                          59
     2 - نتائج البحث الميداني
 - انعكاسات إجراء إعادة التوجيه على نتائج التلاميذ :                               62
          - التأثيرات الدراسية                                                              62
          - الإنعكاسات النفسية والسلوكية                                                69

5 – الخاتمة :                                                                                72
         أ - تجذر هذا الخيار بالمنظومة التربوية
         ب- آفاق تطوير آليات أخرى على درب الإرتقاء بالمنظومة :
                 

المصادر والمراجع .................................................................... ص78
فهرس الجداول ......................................................................... ص 80  

الملاحق


المـقـدمــة

إشكالية البحث

     رغم ما يشوب المنظومة التربوية التونسية من نقائص وهنات لا ينكرها أحد ، ورغم ما بها من علل تراكمت على مر السنين ، منها المتولد عن الممارسات اليومية المتواترة  ومنها ما هو سليل إجتهادات غير موفقة ، ويستدعي جميعها المراجعة المتأنية والإصلاح العميق ، رغم كل ذلك فهي تحوز بالتأكيد على عديد الإيجابيات والنقاط المشعة التي دعمت مكانتها لدى التلاميذ والمختصين ومجمل الرأي العام ، وضمنت لها القبول والمواصلة بصمود أمام هذه الهنات على مدى السنين .  
ولقد اختصت منظومة التوجيه بالعديد من هذه النقاط المميزة بما هي مبنية على عديد القيم والمقاييس والمرجعيات التربوية والأخلاقية المرتبطة بغايات وأهداف تطوير الحياة المدرسية ودعم المناخ التربوي المشجع على الدراسة بالحرص على تفهم واقع التلاميذ وبالبحث عن درجات أرفع في سلم الجودة التربوية .
     وبهذا يمكن أن نقول أن المنظومة التربوية وفرت عديد السبل لبلوغ هذه الكفاءة المنشودة مثل إحكام البرامج وحسن توزيع الجداول والحصص وانتداب الإطارات الكفئة وتطوير الحياة المدرسية ، أو توفير المنافذ لذلك عبر عديد الإجراءات والتمشيات . وكان لمنظومة التوجيه المدرسي المساهمة الكبرى في هذا التمشي بحرصها على تطوير مجموعة من القيم والخيارات مثل الإصغاء والحوار والتواصل والمرافقة والمرونة والتفهم ..... بما يستوجب دعم هذه القيم والحرص على تأكيدها وتثبيتها في أي عمل إصلاحي مستقبلي في الأيام والأشهر القادمة ، باعتبار أهميتها في ضمان مناخ تربوي مشجع على البذل والتميز ودعم الحياة المدرسية السليمة .
وبما أن الإحاطة بمجمل هذه الخاصيات تستدعي أعمالا مكثفة ومتعددة فإننا سنعمل في بحثنا هذا على إجلاء بعضها وإبراز تمظهراتها في مختلف الممارسات التربوية وأساسا عبر آلية إعادة التوجيه المدرسي المعمول بها لتجاوز عديد الإشكالات ولتأكيد تفهم المنظومة التربوية لرغبات أبنائها ولوضعياتهم النفسية والإجتماعية .

الفرضية العامة

نفترض في هذا العمل أن خاصيتي التفهم والمرافقة هي من المميزات الأساسية التي انبنت عليها المنظومة التربوية التونسية وهي من ضمانات تطوير الحياة المدرسية ودعم القبول بها والرضا عنها والإرتقاء بها درجات في سلم الجودة . وهي تجد أفضل تجلياتها في إجراء إعادة التوجيه المدرسي المعمول به في مستويات عدة من التعليم الثانوي وأساسا في نهاية السنوات الأولى والثانية والثالثة وترتبت عنها عديد النتائج التي أفرزت ردود أفعال كثيرة .
ونحن سنمتحن هذه الفرضية عبر النظر في آلية إعادة التوجيه ومتابعة مختلف نتائجها وتأثيراتها بالأساس ، باعتبار أن تمظهراتها وتفاعلاتها الأخرى وأسبابها شكلت موضوعا لبعض البحوث السابقة ومثارا لاستقصاءاتها .
وبهذا نلاحظ هنا أن بحثنا هذا ليس في الأسباب وفي المشروعية ، فهذه المسألة محسومة في بحوث سابقة ، بل هو مركز على النتائج ومدى تحقق الأهداف ، وبالتالي مدى التمكن من إعطاء دفع جديد لمسار التلميذ الدراسي ولمشروعه وفتح سبل أخرى للنجاح أمامه لتأكيد هذه المشروعية .   

الفرضيات الفرعية

يمثل الحصول على إعادة التوجيه حافزا على مزيد الإجتهاد ومثيرا قويا للدافعية لدى التلاميذ من أجل تحصيل معدلات جيدة وتحقيق نتائج إيجابية تجسد حبهم التألق والإمتياز كلما وضعوا في الإطار الملائم لإمكانياتهم والمستجيب لرغباتهم وطموحاتهم .
كما أن الإستجابة لرغبة التلميذ في إعادة التوجيه تمثل محفزا قويا له على التركيز والإنضباط السلوكي والتعامل بإيجابية مع محيطه المدرسي .
لذلك فإن تلاميذ الجنسين وكل المسالك والشعب دون استثناء يتفاعلون بإيجابية مع هذا القرار ويستثمرونه على الحد الأقصى في إرساء إنطلاقة جديدة لحياتهم الدراسية ولمشاريعهم المستقبلية .

دوافع البحث :

إن أي إصلاح تربوي يروم الموضوعية والتقدم والبناء في المجال الذي يستهدفه لا بد أن يبنى على الخيارات التي سبقته ولا ينطلق من فراغ ، بل إن أولى خطواته لا بد أن تنطلق من التعرف على الإرث القديم ومن إدراك مراميه وما حققه من إيجابيات وما تردى فيه من مطبات ومن مزالق ، ليدعم الأولى ويثمنها ويتلافى الثانية ويتحاشاها . أي أنه مدعو للإنطلاق من تقويم عميق ينجزه المختصون والمقدمون على بناء هذا الإصلاح شأنه في ذلك شأن أي عمل علمي يفرض على نفسه الإلتزام بخطوات المنهج العلمي الضامن لنتائج تفرض الإقناع وتفوز بثقة الباحثين .
ولقد شرّعت نظريات التقويم la docimologie المتداولة لمثل هذا العمل بل اشترطته على كل من يروم بعمله ولوج هذه الميادين العلمية وتسلق درجاتها وألحت على ما أسمته بالتقويم المرحلي التكويني الذي بفضله " يمكن الوقوف على جوانب القوة والضعف في عمليات التعلم ( أو التوجيه ) .... وتصور الخطط المناسبة لمراجعة أساليب التعليم وإيقاعاته أو نسقه وسرعته وسد الثغرات المكتشفة بالمساعدة والدعم لمن يحتاج إليها " [1]
وانطلاقا من هذه القناعات الحاصلة لدينا ارتأينا المساهمة في الجهد الذي يبذله عديد المربين والمشتغلين بالشأن التربوي حاليا سواء في المستوى الرسمي أو في مستوى وحدات البحث المركزة هنا وهناك في المؤسسات المختصة أو كذلك لدى بعض مؤسسات المجتمع المدني الملتزمة بمثل هذه القضايا الوطنية الحارقة ، وبالأساس قضية الإصلاح التربوي الذي بدأ الحديث عنه وبإلحاح يتعالى لدى كل هؤلاء وغيرهم ، وتعقد من أجله الملتقيات والورشات جهويا ووطنيا .  
وأردنا أن تكون مساهمتنا مرتبطة بالنظر في التوجيه المدرسي وفي علاقته بمبادئ المرونة والتفهم التي تأخذ بعين الإعتبار خصوصيات جمهور المتلقين من تلاميذ يعيشون وضعا نفسيا خصوصيا يستدعي مرافقتهم في مختلف وضعياتهم الدراسية .
وتتجسد هذه المبادئ حسب رأينا بشكل كبير في كيفية التعامل مع رغبات التلاميذ وأساسا مطالب إعادة التوجيه التي يعبرون عنها كلما لاحظوا تعاملا غير مرض لهم لمجلس التوجيه مع رغباتهم هذه . ثم إن إختيارنا لهذه المسألة مبرر أيضا بحكم الإختصاص من جانب والإشتغال داخله على إشكالية إعادة التوجيه في بحث جامعي سابق ، ركزنا فيه على دواعي ومبررات مطالبة بعض التلاميذ بتوجيه مغاير للذي أقره لهم المجلس وهو ما يستدعي برأينا استكماله بالنظر في النتائج التي آل إليها مثل هذا الإجراء ومتابعة تأثيراته على المنتفعين به حتى تكتمل رؤيتنا له ويكون قولنا فيه مستوفى لجميع شروط العمل العلمي المتكامل الذي يبني أحكامه على وقائع عينية ملموسة لا تستثني مرحلة من مراحل البحث ولا تقفز على أي شرط من شروطه .
  أما المبرر الثالث الذي دفعنا إلى هذا العمل هو ما لاحظناه من ظآلة الإهتمام بهذه المسألة ، أي إعادة التوجيه المدرسي لدى المختصين من مستشاري الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي وأساتذة علوم التربية على السواء . إذ لازال التبجيل لدى هؤلاء للظواهر المنتشرة لدى جمهور كبير من المستهدفين ، ليسر وجودهم أولا ولإمكانية تشكيل عينات كبيرة منهم تضفي على النتائج المستقات دلالة عددية تجعلها أكثر مصداقية وقبولا .
 بينما أعداد المتمتعين بإعادة التوجيه هي عادة صغيرة ولا تتجاوز بعض المآت ، وشديدة التشتت أيضا بما يعسر الوصول إليها والإحاطة بها جميعا . وهم يتناسون في ذلك أن الدراسات الميدانية حاليا ، في العلوم الإجتماعية والتربوية والإنسانية بشكل عام صارت تتجه إلى العينات الصغيرة لما توفره من إمكانية العناية بخصوصياتها مهما كثرت وتفرعت مسنودين في ذلك بأن المستوى العلمي في المجال البشري يمكن أن نبلغه حتى بالإشتغال على أفراد معزولين وليس على عينات كبيرة الحجم ، ولا يمكن أن ننتظر تفشي بعض الظواهر حتى ندرسها ولا أن نشترط تعدد المرضى أو الفاشلين أو الأشخاص التائهين في الغابات والجزر حتى ندرس هذا المرض أو ذاك الفشل أو ما ترسب من سلوكيات لا اجتماعية عند الشخص المعزول ، فالإنسان اليوم يؤخذ كحالة تستدعي الإحاطة والعناية فقط وفي كل الوضعيات . لأن قيمته كإنسان وككائن بشري متفرد تسقط كل الإشتراطات المماثلة وكل الإعتبارات الأخرى ، فما بالك عندما تكون الظاهرة تحصى بالمآت ؟  
وهكذا تتحدد مبرراتنا لاختيار هذا الموضوع في ثلاث :
-         مبرر وطني نروم من خلاله المساهمة في تلمس مسارات هذا الإصلاح التربوي المنشود الذي تجتهد كل الأطراف في بنائه والتأسيس له .
-         مبرر علمي نهدف من ورائه إلى استكمال بحث بدأناه سابقا حول إعادة التوجيه المدرسي ولم تسنح الفرصة لاستيفاء كل شروطه بالإحاطة بجميع جوانبه والتعمق في كل عناصره . ونحن نعمل على التثبت من النتائج بعد أن علمنا سابقا بالأسباب والدوافع حتى تكون رؤيتنا مكتملة وشاملة .
-         مبرر إنساني غايته عدم التغاضي على أية مجموعة تعاني من مشكلة معينة أو تخوض تجربة ما مهما قل عددها وانحسر ، وهو ما ينطبق حسب رأينا على عينات المطالبين بإعادة التوجيه المدرسي .  
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

مقتطفات :
وتلخص الجداول التالية المقتطعة من المنشور الوزاري المنظم للتوجيه المدرسي ،  مختلف هذه التعديلات والتطويرات المدخلة على هذه العملية للإرتقاء خاصة بإجراءات إعادة التوجيه وإقرارها كعملية ثابتة في الحياة المدرسية للتلميذ :  
معايير إعادة التوجيه في نهاية السنة الثانية من التعليم الثانوي – في حالة الإرتقاء
المسلك الأصلي
الشعبة الممكنة
المواد المرجع
شرط إعادة التوجيه

العلوم
علوم الإعلامية
الإعلامية * - الرياضيات – العلوم الفيزيائية – الفرنسية



رغبة التلميذ وعدم اعتراض المجلس
الآداب
العربية – الفرنسية – الأنقليزية – التاريخ والجغرافيا
الإقتصاد والخدمات
الآداب
العربية – الفرنسية – الأنقليزية – التاريخ والجغرافيا

تكنولوجيا الإعلامية
العلوم التقنية
 التكنولوجيا – الرياضيات – العلوم الفزيائية – الفرنسية 
الرياضيات
الرياضيات – العلوم الفزيائية – الأنقليزية – الفرنسية
الإقتصاد والتصرف
الرياضيات – التاريخ والجغرافيا – الفرنسية
* خاص بتلاميذ المعاهد النموذجية .

معايير إعادة التوجيه في نهاية السنة الثانية من التعليم الثانوي – في حالة الرسوب *
المسلك
المواد المرجع
شرط إعادة التوجيه
الآداب
العربية – الفرنسية – الأنقليزية – التاريخ والجغرافيا

رغبة التلميذ وعدم اعتراض المجلس
العلوم
الرياضيات – العلوم الفزيائية – علوم الحياة والأرض
الإقتصاد والخدمات
الرياضيات – التاريخ والجغرافيا – الفرنسية – الأنقليزية
تكنولوجيا الإعلامية
الرياضيات – العلوم الفزيائية – التكنولوجيا  – الفرنسية
* مع إعتماد المرونة في دراسة هذه المطالب


معايير إعادة التوجيه في نهاية السنة الثالثة من التعليم الثانوي – في حالة الإرتقاء
من السنة الثالثة
إلى السنة الرابعة
المواد المرجع
شرط إعادة التوجيه
رياضيات
علوم تجريبية
علوم الحياة والأرض – العلوم الفيزيائية – الرياضيات – الفرنسية


رغبة التلميذ وعدم اعتراض المجلس
علوم تجريبية
رياضيات
الرياضيات – العلوم الفيزيائية – علوم الحياة والأرض – الفرنسية
علوم تجريبية
آداب
العربية – الفرنسية – الأنقليزية – التاريخ والجغرافيا
اقتصاد وتصرف
آداب
العربية – الفرنسية – الأنقليزية – التاريخ والجغرافيا
علوم الإعلامية
علوم تقنية
 أنظمة وشبكات – الرياضيات –العلوم الفيزيائية – الفرنسية



معايير إعادة التوجيه في نهاية السنة الثالثة من التعليم الثانوي – في حالة الرسوب
من السنة الثالثة
إلى السنة الثالثة
المواد المرجع
شرط إعادة التوجيه
رياضيات
علوم تجريبية
علوم الحياة والأرض – العلوم الفيزيائية – الرياضيات – الفرنسية


رغبة التلميذ وعدم اعتراض المجلس
رياضيات
علوم تقنية
الرياضيات – العلوم الفزيائية – الفرنسية
علوم تجريبية
رياضيات
الرياضيات – العلوم الفيزيائية – علوم الحياة والأرض – الفرنسية
علوم تجريبية
علوم تقنية
العلوم الفزيائية – الرياضيات –  الفرنسية
علوم الإعلامية
علوم تقنية
أنظمة وشبكات – الرياضيات –العلوم الفيزيائية – الفرنسية
علوم الإعلامية
رياضيات
الرياضيات – العلوم الفزيائية – الفرنسية
اقتصاد وتصرف
آداب
العربية – الفرنسية – الأنقليزية – التاريخ والجغرافيا
علوم تقنية
علوم الإعلامية
الرياضيات – العلوم الفزيائية – الفرنسية











وهذه الجداول هي المعتمدة في أعمال وقرارات اللجنة الجهوية لإعادة التوجيه . وهي قابلة أيضا للنقد والتقويم من أجل إضفاء المزيد من الجدوى والمصداقية عليها .

ج - نتائج البحث الميداني
إنعكاسات إجراء إعادة التوجيه على نتائج التلاميذ
1 - التأثيرات المدرسية :   
   لقد راسلنا جميع مديري المعاهد ومددنا كلا منهم بقائمة في تلاميذه الذين أعيد توجيههم والذين نحتفظ بمطالبهم بخلية التوجيه وطلبنا منهم إكمال هذه القائمات بإضافة النتيجة التي حققها كل تلميذ من خلال تسجيل المعدل السنوي الذي أحرزه وقرار مجلس القسم بشأنه ، كما طلبنا منهم أيضا تقييمهم كل تلميذ بإسناد ما يرونه من ملاحظات لشخصه دون تحديد سلم معياري لذلك ، بل اعتمادا على وصف إنشائي يحرره المدير .
وبعد تجميع كل النتائج و وإحصائها وتحليلها إنتهينا إلى ما يلي :
جدول عدد 5 : الوضع الدراسي العام للتلاميذ من خلال نتائج آخر السنة الدراسية

قرار مجلس التوجيه
المجموع
النسبة
يرتقي
222
74.75%
يرسب
58
19.53%
يرفت
17
5.72%
الجملة
297
100%
                      
جدول عدد 6 : نتائج آخر السنة حسب الجنس
قرار المجلس
ذكور
إناث
الجملة
العدد
%
العدد
%
العدد
%
يرتقي
89
64.5
133
83.65
222
74.75
يرسب
39
28.26
19
11.95
58
19.53
يرفت
10
7.24
7
4.40
17
5.72
الجملة
138
100
159
100
297
100

- جدول عدد 7 : اتجاهات حركة إعادة التوجيه لتلاميذ السنوات الثانية ونتائجهم :

الآداب
العلوم
الإعلامية
الإقتصاد
الجملة

المجموع
ارتقى
لم يرتق
ارتقى
لم  يرتق
ارتقى
لم يرتق

لم يرتق
ارتقى
لم يرتق
الآداب


1
3
1
3
44
6
46
12
58
العلوم
11
3


4
7
34
7
49
17
66
الإعلامية
8
2
15
8


19
8
42
18
60
الإقتصاد
10
1
5
9
5
8


20
18
38
الجملة
29
6
21
20
10
18
97
21
157
65

222
المجموع والنسبة العامة
35
15.77 %
41
18.46 %
28
12.62 %
118-
 53.15 %
222
100 %
النسبة الخاصة
82.86
17.14
51.21
48.79
35.71
64.29
82.2
17.80
70.72
29.27


- جدول عدد 8 : اتجاهات حركة إعادة التوجيه لتلاميذ السنوات الثالثة ونتائجهم :

الآداب
الرياضيات
ع تجريبية
ع تقنية
علوم الإعلامية
الإقتصاد والتصرف
الجملة

المجموع
نجح
رسب
نجح
رسب
نجح
رسب
نجح
رسب
نجح
رسب
نجح
رسب
نجح
رسب
الآداب















الرياضيات




15

7
1




22
1
23
ع تجريبية


7



3
1




10
1
11
ع تقنية


6

6



2



14

14
ع الإعلامية


3
2


12
6




15
8
23
الإقتصاد والتصرف
4











4

4
الجملة
4

16
2
21

22
8
2



65
10
75
المجموع
4
18
21
30
2
0
75


جدول عدد 9 : توزيع المعدلات النهائية لدى التلاميذ المستفيدين من إعادة التوجيه
المعدل
عدد الحالات
إرتقاء
رسوب
طرد
المجموع
ذكور
إناث
ذكور
إناث
ذكور
إناث
ذكور
إناث
العدد
%
5 – 5.99
4







4
1.34
6 – 6.99
5
1






6
2.03
7 – 7.99
8
2






10
3.36
8 – 8.99
10
7






17
5.72
9 – 9.99
34
18
12
2
22
14

2
52
17.5
10 – 10.99
28
43






71
23.50
11 – 11.99
18
32






50
16.83
12 – 12.99
15
18






33
11.11
13 – 13.99
5
14






19
6.40
14 – 14.99
4
12






16
5.41
15 – 15.99
4
8






12
4.04
16 – 16.99
3
4






7
2.36
المجموع
138
159






297
100
  
جدول عدد10 : توزيع المعدلات النهائية بالنسبة لتلاميذ السنوات الثانية
المعدل
عدد الحالات
إرتقاء
رسوب
طرد
المجموع
ذكور
إناث
ذكور
إناث
ذكور
إناث
ذكور
إناث
العدد
%
5 – 5.99
4







4
1.8
6 – 6.99
4
1






5
2.25
7 – 7.99
7
2






9
4.05
8 – 8.99
8
7






15
6.76
9 – 9.99
27
15
10
4
16
8

1
42
18.91
10 – 10.99
22
35






57
25.68
11 – 11.99
10
28






38
17.11
12 – 12.99
6
16






22
9.91
13 – 13.99
3
8






11
4.96
14 – 14.99
3
8






11
4.96
15 – 15.99
2
3






5
2.25
16 – 16.99
2
1






3
1.36
المجموع
98
124






222
100

جدول عدد 11 : توزيع المعدلات النهائية بالنسبة لتلاميذ السنوات الثالثة :
المعدل
عدد الحالات
إرتقاء
رسوب
طرد
المجموع
ذكور
إناث
ذكور
إناث
ذكور
إناث
ذكور
إناث
العدد
%
5 – 5.99










6 – 6.99
1





1

1
1.33
7 – 7.99
1





1

1
1.33
8 – 8.99
2







2
2.33
9 – 9.99
7
3
3
1
4
1

1
10
13.34
10 – 10.99
6
8






14
18.66
11 – 11.99
8
4






12
16.01
12 – 12.99
9
2






11
14.67
13 – 13.99
2
6






8
10.67
14 – 14.99
1
4






5
6.66
15 – 15.99
2
5






7
9.34
16 – 16.99
1
3






4
5.33
المجموع
40
35






75
100

2 - التأثيرات السلوكية :
انعكاسات إعادة التوجيه على سلوك التلاميذ :
جدول عدد 12 : حوصلة لسلوكيات التلاميذ :   
سلوك إيجابي
سلوك سلبي
عادي
102
-
1
+
23
غيابات
1
+-
2
غير منضبط
3
حسن
47
غير منتظم
4
متوسط
1
كثير الغيابات
3
مرضي
25
مشوش غير منضبط
1
ممتازة
1
مهملة لعملها
1


رفت من المعهد
1
المجموع
201
المجموع
15
النسبة
93.05 %
النسبة
6.95 %

قــائمة المــراجع

     المراجع العربية :

1 - بلقاسم بن سالم : التعليم العصري ونظام التوجيه المدرسي في تونس . نشر مركز الدراسات والأبحاث الإقتصادية والإجتماعية - تونس 1988
2 - جان دريقيون : التوجيه التربوي والمهني .تـ. ميشال أبي فاضل . بيروت 1982 . منشورات عويدات
3 - د . سعد بن مسفر القعيب ، التوجيه والإرشاد التربوي ، مكتبة العبيكان ، 1995 ، الرياض
4 - جودت عزت عبد الهادي وسعيد حسني العزة ، مبادئ التوجيه والإرشاد النفسي ، 1991 ، دار الثقافة للنشر والتوزيع ، الأردن .
5 - د . رمضان محمد القذافي ، التوجيه والإرشاد النفسي ، 1997 دار الجيل ، بيروت ، لبنان   
6 - محمد رحومة : إعادة التوجيه المدرسي لدى تلاميذ السنوات السادسة ثانوي ، بحث مرقون لنيل شهادة الماجستير ، المعهد الأعلى للتربية والتكوين ، تونس 1996 .
7 - د. سعيد اسماعيل علي : فلسفات تربوية معاصرة . الكويت 1995 . سلسلة عالم المعرفة عدد 198 .
8 - محرز الدريسي : التوجيه المدرسي والتربية على تنمية الذات ، مجلة الفاعل التربوي عدد 7 – 8 ، ص 140 – 153 ، تونس 2011 – 2012 .
9 - بلقاسم بن سالم - الحبيب عمار - الحبيب الصدام : التوجيه المدرسي بالتعليم الثانوي ، المجلة التونسية لعلوم التربية عدد 10-11 . جويلية 1982 .
10 - بلقاسم بن سالم - توفيق بنّاصري - سمير مراد : تقويم تجربة في التوجيه المدرسي . المجلة التونسية لعلوم التربية عدد 18-19 . 1990-1991 ص 185-254 .
11 - بلقاسم بن سالم : التوجيه المدرسي في عملية التنشئة الإجتماعية . المجلة التونسية لعلوم التربية عدد 17 1989 ص 41-60.
12 - سمير مراد : التوجيه في التعليم الثانوي التونسي : واقعه وآفاق تطويره . المجلة التونسية لعلوم التربية عدد 17 1989 ص 5-40 .
13 - سمير مراد : التوجيه وعلاقته بالتكيف المدرسي في بداية المرحلة الثانية ثانوي . وقائع الملتقى حول النجاح و الإخفاق في مراحل الدراسة .نشر المعهد القومي لعلوم التربية - تونس 1989 .
14 - د. أبو طالب محمد سعيد : الإستبيان في البحوث التربوية والنفسية . المجلة العربية للبحوث التربوية . عدد 1 1987 ص 27-55 .
15 - د. فريد كامل أبو زينة ، د. عدنان محمد عوض : جمع البيانات واختيار العينات في البحوث والدراسات التربوية و الإجتماعية . المجلة العربية للبحوث التربوية  عدد 1 1988 ص10-39
16 - د. نورالدين ساسي : التصورات الإجتماعية ، و دورها في الموقف التعليمي . المجلة العربية للتربية عدد 1 1996 ص 158-187 .
17 - د. أحمد قواسمة ، د. عدنان الفرح : تطوير مقياس الثقة بالنفس. المجلة العربية للتربية عدد 2 1996 ص36-53
18 - د. مصطفى رجب : التقويم التربوي : تطورات و اتجاهات مستقبلية . المجلة العربية للتربية عدد2 1995 ص 8-25 .
19 - د. نخلة وهبة : التوجيه المدرسي والمهني وأحجية السجين . مجلة الفكر العربي عدد 24 1981 ص 81-89 .نشر معهد الإنماء القومي بيروت .


المراجع الفرنسية :

·         Grand dictionnaire de la psychologie . éd . Larousse. Paris 1994
·         Dictionnaire encyclopédique de l’éducation et de la formation éd. Nathan .Paris 1994
·         Jean GUICHARD : L’école et les représentations d’avenir des adolescents . éd. PUF Paris 1993 .
·         Jacky CHARPENTIER , Bernard COLLIN et Edith SCHEURER : De l’orientation au projet de l’élève éd. HACHETTE . Paris 1993 .
·         Claude DAUBR‎ERCIES : Réorienter sa vie professionnelle . éd. Nathan . Paris 1992.
·         Jean-Michel BERTHELOT : Ecole , orientation , société . éd. PUF Paris 1993 .
·         Lucien SFEZ : La décision . 3ème édition PUF . Paris 1994 ( Que sais-je ? )
·         Claude THELOT : Tel père , tel fils : Position sociale et origine familiale éd. Dunod 1982
·         Norbert SILLAMY : Dictionnaire de la psychologie 2ème éd. Larousse Paris 1995 .
*******
·         Monique Wach : Projets et représentations des études et des professions des élèves de troisième et de terminale OSP n°3 1992 p:297-339
·         Pentti SINISALO : Les changements dans l’expression des projets et des rêves d’avenir OSP n°1 1995 p: 39-53
·         S.Blanchard : Décision d’orientation : Modèle et application OSP n°1 1996 p: 5-30
·         Monique Wach , P.Gosling et S.Blanchard : Une approche de la décision sans calcul OSP n°1 1996 p: 57-75 .
·         Odile Dosnon : L’indécision face au choix scolaire ou professionnel : concepts et mesure OSP n°1 1996 p: 129-168
·         Etienne Mullet et al ...: Décision , choix , jugement , orientation OSP n°1 1996         p: 169-192
·         S. Blanchard : Introduction au conseil en orientation éd. INETOP Paris 1994
·         L’écoute et le conseil des adolescents et des jeunes , direction de la médecine scolaire et universitaire , ministère de la santé publique , 2010


محمد  رحومة
مستشار عام في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي
2012 – 2013




[1] - أ . محمد منصف الحاجي : معرفة النظام التربوي ، درس مرقون بالمعهد الأعلى للتربية والتكوين المستمر ، ص 34 ، 1995 .