vendredi 23 novembre 2012

قول في التوجيه الجامعي



قول في التوجيه الجامعي

        لقد عودتنا جريدة الصباح ، على مر السنين وبتتالي أعدادها ، بالمقالات الجيدة والمتميزة بالعمق والرصانة والكثير من الإضافة والاجتهاد . ومقال الأخ ع . ز  الوارد بالصفحة الثانية من عدد يوم الثلاثاء 17جوان 2008 " عن التوجيه الجامعي لحاملي باكالوريا هذه السنة " وإن كان متصفا بالعديد من هذه الصفات ، فإن جانبا كبيرا مما ورد به يستدعي التوضيح والمراجعة .
        فصحيح " أن جملة التطورات التي شهدها التعليم في تونس خلال السنوات الأخيرة ، قد أفرز مظاهر أخرى تتعلق بما بعد النجاح ، وتتصل بالتوجيه الجامعي واختيار الشعب وغيرها من الجوانب المتصلة بهذا البعد ... " كما ورد بالمقال المذكور . وصحيح أيضا أن " الإصلاحات التربوية والهيكلية التي عرفتها الجامعة التونسية ، وخاصة سرعتها وتواترها كان صعب القبول من طرف المجتمع الذي مازال ينظر إلى التعليم والحياة الجامعية والشعب التعليمية العالية باحتراز كبير ، ويتشبث بمسارها القديم المألوف منذ عشرات السنين " .
أما القول بأن " عقبة التوجيه تبقى أكبر اليوم بالنسبة للناجحين ، والخوف من خيبتها أشد وقعا على القلوب " فإن فيه الكثير من التهويل والمبالغة ، التي نخشى أن تترسخ في أذهان أبنائنا التلاميذ ، خاصة عندما توردها جريدة مثل " الصباح " لما تتميز به من المواصفات التي ذكرنا .
      فالتوجيه الجامعي ليس امتحانا حتى نتحدث عنه بمنطق العقبة والخيبة ، بل هو مرحلة في الحياة المدرسية لا يبلغها إلا الناجحون والذين تمكنوا من اجتياز العقبة الحقيقية ، أي الباكالوريا . وهو في جوهره عملية تنظيمية عادية تستدعيها المراحل اللاحقة من المسار الدراسي الذي يتواصل في الجامعة . ولا يتطلب مواصفات خارقة للعادة ، بل الموضوعية والتركيز وفهم الذات والقبول بها ، أي بكل ما لها من مؤهلات وإمكانيات وملكات نجاح في هذا الإختصاص أو ذاك .
      التوجيه الجامعي هو توزيع للتلاميذ الناجحين في الباكالوريا على مختلف شعب واختصاصات التعليم العالي وفق مجموعة من المعايير والشروط الواضحة للجميع . وهو عملية تلجأ إليها كل الأنظمة التربوية الحريصة على الشفافية والعدل بين أبنائها والمحترمة لهم . أما أن يكون هذا الإجراء معقدا أو بسيطا فذلك يرجع حسب رأينا إلى وفرة عدد التلاميذ الناجحين والراغبين في الإلتحاق بالتعليم العالي وإلى كثرة المؤسسات الجامعية بالبلاد والتنوع الكبير في الإختصاصات التي تقترحها على المترشحين . وكل هذه العناصر متوفرة ببلادنا  ، والحمد لله ، ومع ما لها من إيجابية فهي تفرز أحيانا بعض الصعوبات .
      وكذلك القول بأن " النجاح لا يعني الكثير ما دام لا يحصل بامتياز " لا نقبل به أيضا . لأن النجاح دائما جيد ومطلوب من طرف الجميع ، تلاميذ وأولياء ومؤسسات تربوية . هو جيد لدعم المعنويات ، وغرس الثقة بالنفس والرضا عن الذات والإقتناع بالقدرة على تحدي الصعاب والمضي قدما . أما الإمتياز فهو مشترط في بعض الشعب التي تستدعي مؤهلات ذهنية كبرى ولا توفر عددا كافيا من المقاعد حتى تستجيب لكل الطلبات التي بدأت تتكاثر في السنوات الأخيرة ، نتيجة ما شهدته المنظومة التربوية من تحسن كبير انعكس ايجابيا على ارتفاع عدد المتميزين من التلاميذ بما زاد من حدة المنافسة بينهم .
وهذه الشعب هي بالأساس من الإختصاصات الطبية والهندسية التي تستدعي مجموعا مرتفعا ، سواء منها التي تدرس بتونس أو بالخارج عبر البعثات الدراسية التي ترسلها وزارة التعليم العالي سنويا في إطار تعاونها مع المؤسسات العلمية المشهورة لبعض البلدان .
 أما بقية الاختصاصات فهي مفتوحة للجميع والالتحاق بها ميسر لكن على أساس التناظر بالطبع ، وفق الشروط والمقاييس التي يعلمها كل التلاميذ منذ بداية السنة الدراسية عبر الأساتذة المكلفين بالتوجيه الموجودين بكل المعاهد وعبر تدخلات مستشاري التوجيه المدرسي والجامعي العائدين بالنظر إلى الإدارات الجهوية للتربية والتكوين . ويقع تذكير التلاميذ بكل المعطيات في نهاية السنة خلال مواعيد رسمية كثيرة وفي أدلة ضافية يتسلمون بعضها حتى قبل إجتيازهم إمتحان الباكالوريا ذاته .
لذلك لا يمكن أن نقول أن " نتائج التوجيه قل أن تكون حسب رغبة التلميذ وميولاته الدراسية " بل هي لا تكون إلا كذلك ، أي وفق رغبته وميولاته ، ووزارة التعليم العالي لا تسند إختصاصا لأي تلميذ ما لم يرغب به وما لم يسجله على بطاقة إختياراته . وهذا نقوله لطمأنة أبنائنا التلاميذ وبشكل قطعي . أما أن يحصل المترشح على اختياره الأول أو الثاني أو الأخير ، فذلك يكون بالتأكيد حسب الجدارة ووفقا لمدى إثباتها خلال عملية التنافس والتناظر مع الآخرين . وما على التلميذ إلا أن يحسن الإختيار وفق ما له من إمكانيات للمنافسة الناجحة يتفطن لها من خلال التمعن في أعداده ومعدلاته ومجموع نقاطه وفي طاقة الإستيعاب المتوفرة أو المتبقية بالمؤسسة التي يرغب في الإلتحاق بها ، ثم عليه أن يحسن ترتيب هذه الرغبات أيضا .
أما القول بأن شعب التعليم العالي يفوق عددها 700 شعبة وأن التلميذ لا يقدر على استيعابها في الإختيار عند التوجيه ، فأنا أوضح أن كل تلميذ مطالب بمعرفة واستيعاب الشعب المفتوحة لاختصاصه بالأساس والتي تعنيه هو مباشرة ولا داعي بأن يضيع الوقت في تقليب البقية ، وعندها ستصبح العملية يسيرة جدا لأن السبع مائة شعبة تهم كل الإختصاصات في الآداب والرياضيات والعلوم التجريبية والعلوم التقنية والإقتصاد والتصرف وعلوم الإعلامية ، وما حاجة تلميذ الآداب لأن يبحث في الإختصاصات التقنية مثلا وهي غير مفتوحة له ؟
وعكس ما ذهب إليه صاحب المقال من أن " الوسط الإجتماعي وحتى التربوي لا يقدر أيضا على مساعدته في هذا الجانب " ، فأنا أقول أن هذين الوسطين يوفران للتلميذ كل ما يحتاجه للوصول إلى تحديد إختيار موفق . وما عليه إلا أن ينتبه لوسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية ويواكب ما تقدمه من حصص ومن برامج ومواضيع مخصصة للتوجيه الجامعي وللحياة الجامعية دون استثناء ، وهذه الأنشطة عادة ما تنطلق مع إعلان نتائج الباكالوريا وتتواصل على مدى العطلة الصيفية .
كما عليه أن يستفيد أيضا مما توفره وزارة التربية والتكوين للتلاميذ عبر مكاتب الإرشاد والإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي الموجودة بكل الإدارات الجهوية من دعم ومرافقة ومن معلومات يؤمنها له مختصو هذا المجال الذين دأبوا سنويا على تنظيم الحملات الإعلامية الموجهة للناجحين في الباكالوريا ولأوليائهم بكل المعاهد ، مهما بعدت عن مراكز المدن . يقدمون النصائح والتوجيهات ويفسرون للتلاميذ سبل الإختيار الموفق ويوزعون عليهم الأدلة والمطويات الضافية . كما يستقبلونهم بمكاتبهم ويضعون على ذمتهم كل الوثائق خلال دورات التوجيه الجامعي كلها .
أما وزارة التعليم العالي وعبر الإدارة العامة للشؤون الطالبية ، فقد دأبت هي أيضا وسنويا على تنظيم الأيام الوطنية للتوجيه الجامعي ، تستدعي لها المختصين من كل المؤسسات الجامعية في كل جهات البلاد ، ومن مكاتب الإعلام والتوجيه المدرسي والمهني والعسكري . كما تقيم خلالها المحاضرات وتوزع الأدلة وتقدم المعلومة المطلوبة وتوفر كل أنواع المساعدة . ولقد زادت المواقع الإلكترونية المختصة التابعة للإدارة العامة للشؤون الطالبية www.orientation.tn ولوزارة التعليم العالي  www.mes.tn  ولكل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي من تقريب المعلومة للتلاميذ ، في أدق تفاصيلها وأبسطها .
 ويبقى للتلميذ فقط أن يزور هذه المواقع ، أن يتردد على هذه التظاهرات ، أن يطلع على كل الوثائق بتمعن وأن يتصل بأهل الذكر حتى يساعدوه على فهم ذاته وعلى تقييم حظوظه وفق ما له من مواهب ومؤهلات وإمكانيات ذهنية ومادية واجتماعية وصحية . لأن الإختيار الناجح هو فقط الذي يكون وفق هذه المعطيات إذ المؤهلات المذكورة وحدها تضمن التوجيه الموفق وبالتالي النجاح والتميز ، وهو ما يستوجب ضرورة الإقلاع عن مطاردة الأمنيات والأحلام التي لا سند لها في الواقع المعيش للتلميذ . وهنا يكمن مشكل التوجيه الجامعي الذي تغذيه عادة مواقف بعض الأولياء المتصلبة وأمنياتهم الذاتية ومعارفهم المغلوطة بالواقع وبالمستجدات التربوية والمهنية ، فيعمدون إلى فرض آرائهم على منظوريهم وإلى التعسف على اختياراتهم مستهينين بمؤهلاتهم الحقيقية ، ويزجون بهم بالتالي في متاهات كثيرا ما يعسر عليهم الخروج منها بعد ذلك .     
      مع اعتذاراتي وأطيب تحياتي لأخي وصديقي الصحفي  الذي جاء اجتهاده مصيبا في عديد النقاط والجوانب وكان له أيضا شرف السبق في إثارة هذه المسألة الجامعية الهامة جدا بما أتاح لنا فرصة التعقيب عليها بهذه الملاحظات ، والله ولي التوفيق .

محمد رحومه
مستشار عام في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي
الإدارة الجهوية للتربية والتكوين بقابس - 2008


mercredi 21 novembre 2012

في آليات الحملة الوطنية للتوجيه المدرسي


في آليات الحملة الوطنية للتوجيه المدرسي

تجري سنويا بكل المعاهد الثانوية حملات وطنية للتوجيه المدرسي ، تتواصل على مدى الأسابيع والأشهر . ولقد دأبت وزارة التربية منذ إقرار الإصلاح التربوي الثاني سنة 1991 على تسيير مثل هذه الحملات حرصا منها على إنجاح عملية التوجيه المدرسي وتفعيلها وعلى ضمان أوفر ممهدات النجاح لها . 
فمن المعلوم أن التوجيه المدرسي الذي يخضع له تلاميذ السنوات الأولى والثانية ثانوي في نهاية السنة الدراسية ، يرتقي بهم من التكوين العام المشترك إلى مجال الاختصاص المحدد الذي من شأنه أن يرسم للتلميذ الوجهة الملائمة لإمكانياته ومؤهلاته الفكرية والجسدية . ويدفع بمساره الدراسي في اتجاه مزيد الضبط والتحديد من خلال إقرار مسلك دراسي له في نهاية السنة الأولى ثانوي يحول في نهاية السنة الثانية إلى شعبة دراسية معينة له من بين تلك التي يوفرها النظام التربوي التونسي ، فيكون مستقبله بالتالي إما في الآداب أو في الرياضيات أو في العلوم التجريبية أو في العلوم التقنية أو في الإقتصاد والتصرف أو في علوم الإعلامية .
ومن هذا المنطلق يمكن أن نؤكد أن التوجيه المدرسي هو عملية إرشادية نرافق خلالها التلميذ على مدى السنة لنقدم له النصح والإرشاد ونوفر له المعلومة ونساعده على حسن الإختيار وعلى اتخاذ القرار السليم . ولما كانت المهمة كذلك فهي تبدو على قدر كبير من الخطورة والحساسية إذ أن تأثيراتها حاسمة على مستقبل التلميذ المدرسي والجامعي والمهني .
فمعلوم أن الإختصاص الذي سيوجه له التلميذ وسيزاوله في السنتين الثالثة والرابعة يتعمق في ما بعد ويتحدد أكثر في التوجيه الجامعي الذي يلي الحصول على الباكالوريا مباشرة . ومن خلال هذا التوجيه الجامعي يمر الطالب إلى الحياة المهنية في ما بعد ، ومن ثمة الحياة الإجتماعية بشكل عام . وهو ما يوضح قيمة التوجيه المدرسي وحساسيته باعتباره حجر الأساس في المشروع المستقبلي للتلميذ دراسيا مان أو مهنيا أو إجتماعيا ، كما ذكرنا .
ويتولى الإشراف على هذه الحملات مستشارو الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي . وهم نخبة من الأساتذة المختصين الذين وقع انتقاؤهم عبر المناظرات الكتابية والشفوية ووقع تكوينهم في الداخل والخارج على مدى سنتين ، تحصلوا على إثرها على شهادة المرحلة الثالثة المتمثلة في ديبلوم الدراسات الجامعية المختصة (DESS) أو الماجستير المهني حسب التسمية الجديدة ، في مجال الإعلام والإرشاد والتوجيه المدرسي والجامعي ، ويساعدهم في هذا النشاط بالمعاهد عديد الأساتذة من ذوي الخبرة والتواصل الجيد مع التلاميذ .
وكما تتجه هذه الحملات إلى التلاميذ لتحقيق الأهداف والغايات التي ذكرنا ، فهي تتجه كذلك إلى الأولياء في اجتماعات خاصة بهم يحرص المشرفون على عقدها خارج أوقات العمل العادية أي مساء الجمعة أو مساء السبت لتيسير حضورها على الأولياء وضمان مواكبتهم لها . ويقع إرشادهم خلالها إلى حقيقة دورهم في إنجاح عملية توجيه أبنائهم دون ضغط أو تسلط على رغباتهم واختياراتهم ، وإلى نوعية المساعدة التي بإمكانهم تقديمها لهم من خلال توعيتهم بحقيقة إمكانياتهم ومواهبهم حتى يتعرفوا أكثر على شخصياتهم ولا ينجروا وراء رغبات وطموحات فضفاضة وغير واقعية قد يعسر أو يستحيل عليهم تحقيقها بسبب معيقات ذاتية أو عائلية يجب تنبيههم إليها مبكرا .
وخلال الإتصال بالتلاميذ الذي يتم عادة في شكل مجموعات صغيرة لا تزيد عن القسم الواحد ، يقع توزيع وشرح دليل التوجيه المدرسي الذي تطبعه سنويا وزارة التربية بالإضافة إلى بطاقة الإختيارات ، وبيان كيفية الإستفادة منه ومن المعلومات الموجودة به ، مثل ما تعلق بآفاق الشعب وبشروط الإنتماء إليها ، وكذلك كيفية تعمير البطاقة ، بما أن ذلك يتطلب من كل تلميذ عدم الإقتصار على اختيار وحيد ، بل تقديم مجموعة من الإختيارات للمجلس من خلال ترتيب الشعب الدراسية المقترحة عليه ترتيبا تفاضليا يأخذ بعين الإعتبار رغبة التلميذ وامكانياته من جانب ، وكذلك إمكانية تلبية هذه الرغبة الخاضعة أحيانا لطاقة الإستيعاب وللتنافس الذي يفرضه إقبال التلاميذ على هذه الإختصاصات .
ومعنى ذلك أنه لا فائدة لتلميذ من التشبث برغبة لا تتماشى وإمكانياته أو ليست له حظوظ كبيرة في التحصل عليها ، لأن مجلس التوجيه المكون أساسا من أساتذة قسمه سوف يعمل على تعديلها وتصحيحها كلما تبين له أنها غير موضوعية ولا تضمن للتلميذ مواصلة موفقة في دراسته الثانوية والجامعية مستقبلا.
وأجملت هذه الوثائق أسس عملية التوجيه المدرسي في نتائج التلميذ ، مؤهلاته الفكرية والجسدية ، إهتماماته وميوله ، ثم رأي وليه ومقاييس التوجيه في كل شعبة . وجرت العادة بإعلام التلاميذ بهذه المقاييس وتفسيرها لهم منذ الحملة الإعلامية الأولى في بداية السنة الدراسية والتي تبرمج خلالها أيضا اجتماعات بأساتذة هذه المستويات إضافة إلى بقية الفقرات الأخرى .
بقي أن نشير في الأخير إلى أن عملية التوجيه المدرسي تجري في دورتين ، تسمى الأولى التوجيه الأولي أو التمهيدي أو المبدئي ، إذ تعقد المجالس عادة في النصف الأول من شهر ماي للنظر في رغبات كل التلاميذ دون استثناء ومقارنتها بإمكانياتهم وبما حصلوه من أعداد ومعدلات خلال الثلاثيين الأول والثاني ، وتنبيه من ظهرت لديه اختيارات غير موضوعية أو بان لديه تناقض بين الرغبة والإمكانيات حتى يحرص على تعديلها في ما تبقى من السنة الدراسية أو تدارك نقصه في تلبية شروطها .
أما التوجيه النهائي فهو الذي يجري في الدورة الثانية عند انعقاد مجلس التوجيه بكل معهد بعد الإنتهاء من مجالس الأقسام الأخيرة ، أي في الأسبوع الأخير من شهر جوان ، وبعد أن تكون نتائج التلميذ وأعداده قد اكتملت في الثلاثي الأخير . ويمكن التلميذ في كلتى الدورتين من الإعتراض على قرار توجيهه ومن مزيد مناقشته مع المسؤولين ليمتع بإعادة توجيه إذا ما تأكدت وجاهة إعتراضه .  
كما  تنشط طوال السنة خلايا الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي التي وقع تركيزها في السنوات الأخيرة بمختلف الإدارات الجهوية للتربية بما تشهده من مقابلات فردية مع التلاميذ ومع أوليائهم لمساعدتهم على حسم قرارتهم وعلى التغلب على حيرة الإختيار النهائي . إن مختلف هذه الأطر ، وهذه الأنشطة والمجهودات التي أشرنا إلى البعض منها في هذا العرض السريع تعكس عمق الأهمية التي نعطيها جميعا للتوجيه المدرسي .
كما أن متابعة التلميذ ومرافقته على مدى السنة مثلما ذكرنا تعكس بجلاء جانبا من الرعاية النفسية والتربوية التي يحظى بها تلاميذ هذا المستوى الحساس باختياراته المصيرية وبمستواه العمري الحرج . أما بقية المستويات فلها هي الأخرى حظوتها وأطر رعايتها ومناسبات الإلتقاء بها من طرف المسؤولين والمختصين .

محمد رحومة
مستشار عام في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي
الإدارة الجهوية للتربية بقابس
مقال منشور بجريدة الصحافة يوم 27 ماي 2000 ص2 (بتصرف)