dimanche 14 août 2016

الأمر المنظم للحياة المدرسية

الحياة المدرسية
الأمر عدد 2437 لسنة 2004 المؤرخ في 19 أكتوبر 2004

تمهيد : الإطار العام لهذا الأمر :
- التربية بتونس هي بالتأكيد من المسائل ذات الأولوية :
§       قطاع يستقطب عددا كبيرا من التونسيين في مختلف المستويات : الإبتدائي ، الإعدادي ، الثانوي والعالي إضافة إلى قطاع التكوين المهني .
§       قطاع يستهلك مبلغا كبيرا جدا من الميزانية والقسط الأكبر من إمكانيات البلاد ويشغل عددا كبيرا جدا من الموظفين والعملة .
§       هي من العلامات المميزة لتونس التي عنيت منذ فجر الإستقلال بتطوير قدراتها البشرية عبر التربية والتعليم والتكوين . وهو ما نوه به الكثيرون في العالم وثمنه كل الملاحظين ، من ذلك أن أحد الصحفيين الفرنسيين الذي جاب البلاد التونسية طولا وعرضا أجاب عندما سئل عنها بقوله la Tunisie est le pays de l’arbre et du cartable   بما يعني أن المحفظة ومن ورائها التربية أصبحت العلامة المميزة لبلادنا .
هذا الموقف ، وهذه العناية ، هو وليد وعي عميق ومتأصل بأن التربية والعناية بالموارد البشرية واستيعاب التكنولوجيات ومواكبة تطورها المتواصل هي الطريق الرئيسية والصحيحة للرقي الإجتماعي وللحاق بركب الأمم المتقدمة ، أي هي أساس التقدم والحداثة . هذه الملاحظات تستحضر ضمنيا الأهداف الأساسية الأربعة للتربية كما جاءت في تقرير اليونسكو الذي أشرف على انجازه الوزير الفرنسي السابق جاك ديلور ، منذ سنوات وعنونه L’éducation : un trésor est caché dedans وأكد فيه أن للتربية أربعة أهداف هي :
- أتعلم كيف أعرف  apprendre à connaitre
- أتعلم كيف أعمل  apprendre à faire
- أتعلم العيش الجماعي apprendre à vivre ensemble
- أتعلم كيف أكون  apprendre à être   
على المستوى التشريعي أو القانوني ، حضي قطاع التربية منذ الإستقلال إلى الآن بثلاثة قوانين عامة ،  هذا بخلاف الأوامر والقرارات والمناشير التي تمثل ترسانة تشريعية هامة . وهذه القوانين هي :
     - القانون رقم 118 لسنة 1958 المؤرخ في 4 نوفمبر 1958
     - القانون عدد 65 لسنة 1991 المؤرخ في 29 جويلية 1991
     - القانون عدد 80 لسنة 2002 المؤرخ في 23 جويلية 2002 والمعروف بالقانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي .
وإذا ما ركزنا فقط على هذا القانون الأخير الذي هو حيز التنفيذ حاليا ، نلاحظ أن الإصلاح التربوي الذي جاء به ينبني على ثلاثة أقطاب أو أبعاد هي على التوالي :
1 – القطب البيداغوجي الذي ركز على تحديد :
     - وظيفة التعليم ووظيفة التأهيل للمدرسة ( ف 9 – 10)
     - مرجعية التعلمات ومجالات التعلم ( ف 48 – ومن 50 إلى 55 )
     - الكفايات العامة المستهدفة من التعلم ( ف 56 – 57 )
     - التقييم ومجالاته ( من ف 58 إلى 65 )
وقد استهدف هذا القطب بالتأكيد تجويد مكتسبات التلاميذ والإرتقاء بها من حسن توظيف الوسائل البيداغوجية وتطوير تقنيات وفرص التواصل المتوفرة وذلك بغاية التحكم في الإخفاق المدرسي والحد منه .
2 – القطب التربوي :
     - أكد أن التلميذ هو محور العملية التربوية ( ف 2 )
     - وضح أهداف التربية ( ف 3 )
     - وضح الوظيفة التربوية للمدرسة ( ف 8 )
     - وضح الوظائف التربوية لإطار التدريس ( ف 5 ) ص 19
     - تحدث عن الحياة المدرسية من حيث مفهومها وأهدافها ( ف 49 )
ومن خلال هذا القطب وقع استهداف مجموعة من الغايات تحوم خاصة حول تنمية شخصية التلميذ وتربيته على قواعد العيش معا من خلال تنمية الحس المدني عنده وتدعيم قيم المواطنة لديه .
3 – القطب المؤسساتي وجاء فيه :
     - تحديد المؤسسات التربوية وأصنافها ، بما فيها المدرسة الإفتراضية ( ف 29 )
     - الحديث عن إدارة المؤسسة التربوية :  مدير ومجلس بيداغوجي ومجلس المؤسسة ( ف 31 ) . ص 32
          - تحديد مشمولات مجلس المؤسسة ( ف 32 )
          - تحديد مشمولات المجلس البيداغوجي ( ف 37 )
          - توضيح مشمولات الأسرة التربوية وتركيبتها ( كل العاملين ، التلاميذ ، الأولياء والجمعيات ( ف 36 ) .
ويستهدف هذا القطب تحسين طرق التسيير والمتابعة الإدارية من خلال معالجة الأزمات وحل المشاكل التنظيمية والتعليمية وكذلك من خلال التفتح على الهياكل الخارجية والتعاون معها .
وهكذا نلاحظ أن مسألة الحياة المدرسية حاضرة في عديد الفصول والعناوين من هذا القانون التوجيهي رغم أن عديد الجوانب الخاصة بالحياة المدرسية حضيت بمجرد الإشارة المختصرة وهو ما حتم العودة إلى هذه المسألة في أمر خاص بها وهو ما تم بالفعل في هذا الأمر عدد 2437 لسنة 2004 المؤرخ في 19 أكتوبر 2004 الذي نحن بصدده .
المرجعية القانونية لهذا الأمر :
هي حينئذ القانون التوجيهي عدد 80 لسنة 2002 المؤرخ في 23 جويلية 2002 في فصله عدد 14 الذي وردت به الجملة التالية : " يضبط تنظيم الحياة المدرسية بأمر .. " ( ص 24 ) أما الفصل 49 فقد أورد تعريفا كاملا للحياة المدرسية إذ قال : " تمثل الحياة المدرسية وما يتخللها من أنشطة ، إمتدادا طبيعيا للتعلمات وإطارا لتنمية شخصية المتعلم ومواهبه علاوة على التمرس بالعيش الجماعي " .
- قانون 1991 تحدث عن الحياة المدرسية أيضا في فصلين : في الفصل 16 عند الحديث عن مهمة المدرسين ، والفصل 18 عند الحديث عن مشمولات إطار الإشراف الإداري والقيمين ... الخ .  لكن هذا القانون القديم لم يشر إلى مفهوم الحياة المدرسية ولم يعرفها .
نشأة هذا الأمر :
مر إعداد هذا الأمر بعديد الإستشارات والمراجعة والتعديل على أساس مقترحات الأطراف التربوية والنقابية التي وقع الإتصال بها وأخذ رأيها في المسألة . ( في قابس مثلا استشارة أولى بتاريخ 26 فيفري 2004 واستشارة ثانية بتاريخ 08 أفريل 2004 . )
طبيعة هذا الأمر :
هو حاليا ممضى من طرف رئيس الجمهورية وصادر بالرائد الرسمي في 26 أكتوبر 2004 . وهو بالتالي أمر ملزم يرتقي إلى مستوى القانون أي أنه يقدم حاليا للإنجاز والتنفيذ ولم يعد مجالا للنقاش والتقييم . ( لتوضيح طبيعة هذه الحلقة الإعلامية التوضيحية وليس إستشارية ).
التقديم المادي لهذا الأمر :
- العنوان الأول : في الحياة المدرسية ومبادئها : الفصول 1 . 2 . 3
- العنوان الثاني : في مشاريع الحياة المدرسية وأنشطتها وخدماتها : الفصول من 4 إلى 10
- العنوان الثالث : في الأطراف المتدخلة في الحياة المدرسية : ف 11
- العنوان الرابع : في تأطير الحياة المدرسية وتقييمها :
          - الباب الأول : في مجلس المؤسسة ( الفصول من 13 إلى 17 )
          - الباب الثاني : في المجلس البيداغوجي للمدرسين ( الفصول من 18 إلى 23 )
- العنوان الخامس : في تكريس قواعد العيش معا ( الفصول من 24 إلى 28 )
- العنوان السادس : في المحطات القارة للحياة المدرسية ( الفصول من 29 إلى 33 )
- العنوان السابع : أحكام مختلفة ( الفصلان 34 – 35 ) .

الملاحظة :
لأول مرة يصدر أمر لتنظيم الحياة المدرسية وهو لذلك يمثل حدثا يجب التعريف به ودراسته خاصة وأنه وليد استشارة معمقة وعامة شاركت فيها كل الأطراف المعنية بالعملية التربوية في البلاد .

تقديم محتوى هذا الأمر :
من أهم المسائل التي جاء بها هذا الأمر والتي ينبغي أن يطول فيها الحديث أكثر باعتبار جمعها لكل العناصر الفرعية الأخرى نجد مسألة الحياة المدرسية التي يجب توضيحها وتفصيل القول فيها مفهوما وأهدافا وآليات :
 1 – مفهوم الحياة المدرسية :
- هي مجموع الأنشطة التي تجري خارج القسم أي مع البقاء بالتأكيد داخل الإطار المدرسي
- هي كل ما هو غير تعليم صفي ، لكنها تبقى امتدادا للتعلمات في الفصول ، وتمثل إطارا مناسبا لتحقيق عديد الأهداف التربوية المنشودة .
2 – أهداف الحياة المدرسية :
تتمحور الحياة المدرسية على تحقيق مجموعة من الأهداف الحاسمة لتأكيد فاعلية المنظومة التربوية والإرتقاء بأدائها وتجويده ، ومنها :
     - تنمية شخصية التلميذ وتطوير مواهبه .
     - تعويد التلميذ على التمرس بالعيش الجماعي وبقواعده الحضارية والأخلاقية الصحيحة
     - استغلال الزمن غير المخصص للتعلمات استغلالا يسهم بنجاعة في تحقيق الأغراض المرسومة للحياة المدرسية .
     - بناء الحياة المدرسية على أسس حديثة ومتطورة . وهو ما يعني تطوير طرق عمل المؤسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها التربوية .
     - استثمار العناصر الإيجابية المتوفرة في المحيط الإجتماعي للمؤسسة
     - تنظيم الأنشطة الثقافية والإجتماعية داخل المؤسسة
     - تطوير صيغ التعاون مع الهياكل والجمعيات التربوية والعلمية والثقافية والرياضية والإجتماعية ...
3 – قواعد الحياة المدرسية :
- الحوار بين كل الأطراف
- الإقناع
- التشاور
- التعاون والتآزر
- الوعي والمسؤولية
- الإحترام
- العمل والمثابرة
- الإنضباط
- الإنصاف
- الموضوعية
- التوازن
- الإصغاء ....    
4 – الإجراءات المنصوص عليها في هذا الأمر لتطوير الحياة المدرسية :
أ – ف 4 و6 : اعداد خطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ منذ البداية وتضبط فيها الأنشطة التي تجري في إطار الحياة المدرسية سواء التربوية منها أو المدنية أو الثقافية أو الترفيهية أو الرياضية كما تضبط فيها أيضا مختلف الخدمات التي توفرها المؤسسة الصحية منها والإجتماعية وغيرها ...
  -  ف 5 : توضيح كيفية مشاركة التلاميذ في إعداد هذه الخطة :
- اختيار ممثل عن كل مستوى تعليمي ومعوض له عن طريق الإقتراع من بين نواب أقسام المستوى الواحد الذي وقع انتخابهم في بداية السنة بإشراف الإدارة والأساتذة على أساس نائب لكل قسم ومعوض له .
  - ف 7 : ضبط نوعية الأنشطة التي يمكن القيام بها والتي ذكرت في الفصل 6 ، وهي عبارة عن أعمال تكميلية أو إضافية يقع إعتمادها لتدعيم المكتسبات الصفية للتلاميذ ولإيجاد فرص أخرى للترفيه عنهم ولتطوير مواهبهم وتهذيبها ومنها :
-  أنشطة المرافقة المدرسية : مثل حصص التدارك والرحلات المدرسية والزيارات الميدانية والتعامل مع الفضاءات الموازية كالمكتبات ومراكز التوثيق وفضاءات الأنترنيت .
- أنشطة مدنية : مثل المبادرات والمشاريع والأعمال الفردية أوالجماعية في مجالات البيئة والتضامن والعمل التطوعي ...
- أنشطة ثقافية : ما ينجزه التلاميذ من أعمال ابداعية في مجالات الفنون والآداب والعلوم .... ومن أنشطة ثقافية في النوادي .... كل حسب ميوله وداخل المؤسسة وخارجها .
- أنشطة رياضية : فردية وجماعية في إطار الجمعية الرياضية .
- ف 8 : إلى جانب هذه الأنشطة توفر المؤسسة التربوية مجموعة أخرى من الخدمات الساعية إلى رعاية التلميذ ، وهي وقائية بالأساس تعمل على تيسير تواجد التلاميذ بالمؤسسة وعلى مساعدتهم على تحصيل نتائج جيدة ودفع العراقيل التي يمكن أن تعيقهم عن ذلك ، ومنها :
- المتابعة الصحية : عن طريق فحوصات طبية دورية للوقاية والعلاج عند الإقتضاء
- المتابعة الإجتماعية : في إطار العمل الإجتماعي المدرسي
- المتابعة النفسية من خلال الإصغاء إلى مشاغل التلاميذ لوقايتهم من أسباب الإخفاق المدرسي والإنحراف السلوكي .
- خدمات الإعلام المدرسي ، أي ما يقدم لهم من إضافة ومن إثراء لمعلوماتهم ولتوعيتهم ب :
- حقوقهم وواجباتهم
- المستجدات الدراسية
- الآفاق المهنية للشعب والإختصاصات
- مسارات التعليم المدرسي والتكوين المهني والتعليم الجامعي .
ب – ايجاد " خلية التوفيق المدرسي " ( ف 26 )
في باب الرعاية دائما والمرافقة وتطوير أداء المؤسسات التربوية بمزيد تأصيل أسس وعناصر العيش الجماعي يوصي هذا الأمر ببعث خلايا للتوفيق المدرسي بمختلف المؤسسات . والمقصود هنا بالتوفيق ضربا من الوساطة أو من التدخل بالحسنى للتقريب بين وجهات النظر وتجاوز الإختلافات والتوسط لحل ما يطرأ من مشاكل داخل المؤسسة التربوية إن أمكن . وتتكون هذه الخلية من :
- ممثلي الأساتذة في مجلس التربية
- المرشد التربوي
- المستشار في التوجيه المدرسي والجامعي
وهي تنشط بالتعاون الوثيق مع مدير المؤسسة . وهي كذلك لا تفرض آراء وحلولا إذا ما رفض أحد الأطراف المعنية الوساطة . فالمسألة مبنية على الإقناع بالأساس . وتدخلات الخلية ليست لها صفة إلزامية ولا تتم كذلك في كل الوضعيات ، لأن بعض هذه الوضعيات مرجعها القانون لا غير .
إضافة إلى هذه الإجراءات الساعية إلى تكريس قواعد العيش معا بكل ما تقتضيه من شروط وإلزامات مثل : ( ف 24 )
- احترام الآخرين
- صون حرمة المؤسسة
- حفظ كرامة العاملين فيها
- نبذ السلوكيات المنافية للأخلاق
- التخلي عن كل أشكال العنف والتسيب ....
إلى جانب كل ذلك أقر هذا الأمر ضرورة إلتزام الإدارة بوضع : ( ف 27 )
- صندوق الملاحظات والمقترحات على ذمة التلاميذ والأولياء
- سجل لنفس الغرض على ذمة العاملين بالمؤسسة
وتلتزم إدارة المؤسسة بمتابعة هذه الملاحظات والمقترحات ومعالجتها بالتعاون مع خلية التوفيق المدرسي .   
ج – إيجاد الآليات الضرورية لتأطير الحياة المدرسية وتقييمها وبالأساس :
1 – مجلس المؤسسة :  
وهو هيكل استشاري يعنى بوضع مشروع المؤسسة وتقييمه وتعديله عند الإقتضاء ، كما له مجموعة من الوظائف الأخرى التي حددها الفصل 14 والتي تهتم بالأساس بتطوير طرق عمل المؤسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها مع الأخذ بعين الإعتبار لمختلف حاجيات التلاميذ الخصوصية وخصائص المحيط الإجتماعي
+ تنظيم النشاطات الثقافية والإجتماعية
+ دعم الإعلام المدرسي
+ توطيد صلة المؤسسة بالمحيط الثقافي وضبط صيغ التعاون مع الجمعيات والهياكل ذات الصيغة التربوية والإجتماعية والرياضية .
تركيبة المجلس : ( ف 15 )

يجتمع المجلس ثلاث مرات في السنة وكلما دعت الحاجة أو بطلب ثلثي أعضائه خارج أوقات التدريس . كما يجب حضور ثلثي الأعضاء على الأقل لانعقاد المجلس ، أو تعاد الجلسة بأي عدد كان بعد أن تكون الإستدعاءات قد وجهت إلى الجميع . كما أن المدة النيابية محددة بسنة بالنسبة للتلاميذ والأولياء وثلاث سنوات للبقية .
2 – المجلس البيداغوجي :
هو هيكل استشاري أيضا لكن صبغته بيداغوجية بالأساس أي أنه يعنى بالمسائل البيداغوجية على مستوى التصور والمتابعة والإنجاز والتقييم بغاية تحسين أداء المؤسسة كما ونوعا .
مهام المجلس : يحددها الفصل 19 بتفصيل ويحصرها في :
- اقتراح تنظيم الزمن المدرسي اليومي والأسبوعي ( مع مراعاة كل النقاط )
- متابعة نتائج التلاميذ وبحث طرق تطويرها ( بإرساء تقاليد العمل التشاركي والجماعي مثلا ) .
- تحديد حاجيات المدرسين إلى التأطير والتكوين المستمر وتشجيع مبادراتهم البيداغوجية والتعريف بها . 
- ضبط حاجيات المؤسسة وأولوياتها في مجال الموارد والمعدات التعليمية .
- المساهمة في ضبط البرامج الثقافية للمؤسسة وإبداء الرأي في المسائل البيداغوجية المعروضة عليه .
تركيبة المجلس : (الفصل 20 )

المدة النيابية تدوم سنتين مع تسديد الشغورات الجزئية في السنة الثانية .  

تعقيب:
     هكذا ، مع تعدد الإجراءات التي جاء بها هذا الأمر وكثرتها تزيد ، تزيد المسؤولية جسامة بالتأكيد وتزيد الإلزامات الإدارية . غير أن ذلك قد يهون أو قد تخف وطأته مع تعدد الأطراف المتدخلة في الحياة المدرسية ، ومع فسح هذا الأمر المجال لعديد المتدخلين سواء من داخل المؤسسة التربوية أو من خارجها ، وهم بالتحديد :
أ – أطراف داخلية :
- إطار الإشراف الإداري
- المدرسون
- القيمون
- الإداريون
- التلاميذ
- العملة ....
ب – أطراف خارجية :
- الأولياء : وهم طرف أساسي يجب إعلامهم بانتظام بشؤون منظوريهم وتحميلهم كل مسؤولياتهم . كما يجب إطلاعهم أيضا على المشاريع التربوية وأهدافها ودعوتهم لمعاضدة مجهود المؤسسة .
- الجمعيات الثقافية والعلمية ذات العلاقة بالمؤسسة التربوية
- الجماعات المحلية التي يمكن أن تساعد المؤسسة .
المحطات القارة للحياة المدرسية :
- ضرورة بداية اليوم الدراسي بتحية العلم وبالنشيد الوطني
- تنظيم يوم مفتوح للتلاميذ الجدد خلال الأسبوع الأول من السنة الدراسية .
- تخصيص الحصة الأولى من السنة الدراسية لتقديم النظام الداخلي .
- في كل ثلاثية ، تخصيص ساعة أو أكثر للحوار مع التلاميذ والإصغاء إلى مشاغلهم واقتراحاتهم في المسائل المتعلقة بالحياة المدرسية ويتولى واحد من أساتذة القسم إدارة الحوار مع التلاميذ في كل فصل على حده .
- تنظيم لقاءات تقييمية في نهاية الثلاثيتين يحضرها الأولياء والمدرسون لتدارس نتائج التلاميذ .
- تتوج السنة الدراسية بتنظيم " يوم العلم " يخصص لتقييم النتائج وتكريم التلاميذ المتفوقين وأعضاء الأسرة التربوية وإقامة تظاهرات ثقافية وفنية .
ملاحظة ختامية :
هذه المحطات هي معهودة ومعمول بها ، والجديد بهذا الأمر هو تقنينها وجعلها محطات رسمية إلزامية لا يمكن إهمالها وعدم القيام بها مستقبلا . بل إن ذلك سيعتبر مستقبلا إخلالا بجانب من الواجبات المهنية .
هذه المجالس من شأنها أن تزيد في تحسين تسيير المؤسسة التربوية .
- كما أنها تخفف الأعباء على مدير المؤسسة بإيجاد إطار متكامل من شأنه أن يتقاسم معه أعباء ايجاد تنظيم بيداغوجي وإداري ومالي وثقافي للمؤسسة .
الأعباء أصبحت تتقاسمها جميع الأطراف المتعايشة داخل المؤسسة التربوية وخارجها فهي جميعا مطالبة بالمساهمة في وضع البرامج طبقا لخصوصيات كل مدرسة في إطار توجهات وزارة الإشراف .
- تأكيد التلميذ .
- تثبيت دور الولي
- تثبيت دور الجمعيات ذات العلاقة .
- الإدارة ، أي إدارة المؤسسة التربوية هي بالتأكيد ممثلة للسلطة العمومية والضامنة لتطبيق البرامج والمشاريع التربوية الوطنية ، وبالتالي هي عبارة عن جهاز تنفيذي يسهر على التطبيق اليومي وعلى تفعيل تصورات وتخطيطات وبرامج المجلس .
- تطوير طرق عمل المؤسسة وتحسين مناخها وتجويد خدماتها التربوية .
- هنالك تأكيد على خلق فضاءات للحوار بالمؤسسة .
- هنالك في عملية الإختيار بعد حضاري تربوي  socio - culturel باعتبار أن الإختيار يتم عبر الإنتخابات . وهذا من شأنه أن يربي التلميذ على العملية الإنتخابية منذ الصغر ، وأن يهيئه لواجبات اجتماعية أرقى وأن يرتقي بالمؤسسة التربوية كذلك وبأدائها .
- هنالك سعي واضح لتمتين صلة المؤسسة بمحيطها الثقافي والإجتماعي وتطوير تعاونها مع الجمعيات والهياكل ذات الصبغة التربوية والعلمية والثقافية والرياضية والإجتماعية .
- هنالك سعي لإيجاد حلول أفضل لبعض المشاكل التلمذية .
- دعم عملية الإعلام والتوجيه المدرسي : مثل إطلاع التلميذ والولي على مستجدات الحياة المدرسية في الإبان خاصة ما تعلق بالإمتحانات والتوجيه والقانون الداخلي للمؤسسة التربوية .
- أهداف التعلم المعروفة منذ القدم هي :
Apprendre à lire , à écrire et à compter  وأضاف لها الفرنسيون المعاصرون apprendre à utiliser un ordinateur et apprendre à vivre ensemble  وهذا هام جدا باعتبار أن تعلم قواعد العيش الجماعي أصبح من الهداف الهامة والملحة لعديد الأنظمة التربوية وليس للنظام التربوي التونسي فقط كما ألح عليه هذا الأمر ( ف 24 ) . 

محمد رحومة
مستشار عام الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي
المندوبية الجهوية للتربية بقابس 2005


jeudi 4 août 2016

التواصل داخل المؤسسة التربوية وخارجها

وزارة التربية
المندوبية الجهوية للتربية بقابس
المركز الجهوي للتربية والتكوين المستمر 
 25 أوت 2017

التواصل داخل المؤسسة التربوية وخارجها
( ملخص حلقة تكوين المديرين والنظار الجدد )



- البرنامج :
1 - مفاهيم أساسية حول التواصل
- تعريف التواصل
- قيمة التواصل
- عناصر التواصل
- مقاربات التواصل
- أنواع التواصل
2 - ضمانات التواصل الجيد
- تلافي معيقات التواصل وإشكالياته
- التحلي بمواصفات القيادة الجيدة
-  فض النزاعات داخل المؤسسة وخارجها
3 - آليات التواصل
- تركيز مكتب مرافقة التلميذ في الوسط المدرسي
 - الإعلام المدرسي وضمان التواصل داخل المؤسسة
4 - تفعيل التواصل
- العلاقة مع المجتمع المدني والجمعيات ذات الصلة بالتربية
- العلاقة مع الديوان الوطني للخدمات المدرسية 

الوحدة الأولى : مفاهيم أساسية حول التواصل :
- مفهوم التواصل لغة :
- في اللغة العربية : ” تواصل “ على وزن تفاعل الذي يفيد التشارك والتفاعل في القيام بالفعل ، يعني تبادل الأفكار والآراء أو المعلومات أو المشاعر عن طريق الكلام أو الإشارات أو الحركات لتحقيق غرض معيّن .
- ” اتصال " يعني وصل شيء بشيء  ، احتكّ بشيء أو بآخر بينما تفيد ” تواصل " العلاقة المتبادلة بين الطرفين . ففي الأول تعبير عن وجود رغبة من أحد الطرفين مع إمكانية قبول الطرف الآخر أو رفض طلب التواصل ، أما الثاني فيفترض وجود اشتراك في الفعل التواصلي بين الطرفين.
- تعريف التواصل :
- التواصل هو تبادل المعلومات ، الأفكار ، وجهات النظر والانطباعات ،.
 - التواصل : هو العملية التي يتبادل خلالها الأفراد ( أو يتشاركون ) ، معلومات قصد الوصول إلى تفاهم متبادل أو اتفاق أو فعل مشتركين .
  - ويكون التواصل لفظيا أو غير لفظي
 - وهو الذي تحدث بواسطته العلاقات الانسانية وتتطور .
- قيمة التواصل
** التواصل مقوم أساسي من مقومات الوجود الإنساني وهو يدرج ضمن الحاجات الأساسية لبني البشر( وليس الثانوية أو الكمالية )
  ** إنعدام التواصل أو منعه هو :
  - عقوبة قاسية لا تطاق وسلبية العواقب  ( السجن هو حرمان من التواصل مع الآخرين + وهو قطع لتواصل المخالفين مع المجتمع ومع الغير أو مع جميع ما يوجد في الفضاء الخارجي  )
+ عدم التواصل يعني إنبتات وانتفاء أية علاقة .     
التواصل يمثل الحاجة الإنسانية الثالثة حسب ترتيب الحاجات الإنسانية عند ماسلو


عناصر التواصل :

حوصلة :
         التواصل هو : نقل معلومات من مرسل إلى متلق بواسطة قنوات محددة ، بحيث يستلزم ذلك النقل، من جهة ، وجود شفرة ، ومن جهة ثانية ، تحقق عمليتين اثنتين ، ترميز المعلومات وفك الترميز ، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار طبيعة التفاعلات التي تحدث أثناء عملية التواصل ، وكذا أشكال الاستجابة للرسالة والسياق الذي يحدث فيه التواصل " (Cooley 1969).
- التواصل والإعلام
- التواصل هو غير الإعلام .
 - الإعلام = عملية إستهلاكية لمجموعة من المعلومات يسمعها الفرد ولا يساهم في تكوينها . فهو غير تفاعلي ( وينقصه عنصر التغذية الراجعة أو الأثر الراجع) le feed back
- كل مرسل يبث معلومات ليس فيها قصد التواصل لا يمكن أن نعده مرسلا مثل ظواهر الطبيعة .
- التواصل = الإعلام + التغذية الراجعة
- البعد التربوي للتواصل :
التواصل : ” سلوك غايته التأثير على الآخر بإيجاد أو تعديل أو تطوير أو إلغاء رأي لديه ، أو موقف من مواقفه وتشجيعه على القيام بذلك ودفعه في اتجاهه . ”
- ايجاد : أي خلق ما لم يكن موجودا وبعثه
- تعديل : تصحيح موقف أوسلوك أو معلومة خاطئة
- تطوير : دعم وتثبيت والإرتقاء بموقف صحيح ومحبذ
- إلغاء : فسخ رأي أو حمل الآخر على التخلي عما هو سيء وتركه باعتبار عدم الحاجة إليه أيضا
رأي أو موقف : يعني قناعة فكرية أو سلوك وتصرف متعود عليه
- تشجيع + دفع  = حث وإلزام حسب الوضعيات
مقاربات التواصل :
      - هناك ثلاثة نماذج لعملية التواصل :
         نموذج تقنوي Modèle techniciste مرتبط بالمقاربة السيبرنيطيقية l’approche cybernétique التي تدرس آليات التواصل وسبل التحكم فيه وتعديله .
         النموذج المنظومي  l’approche systémique
         النموذج النفس - إجتماعي المرتبط بعلم النفس الإجتماعي la psychologie sociale
أنواع التواصل
- يصنف التواصل حسب العلاقة التي يقيمها أو يقوم عليها بين الباث والمتلقي إلى ثلاثة أنواع :
1 - تواصل عمودي : هو قوام التربية التقليدية ولم يعد مستساغا
2 -  تواصل أفقي : وهو قوام الطريقة الإستجوابية أو الحوارية النشيطة .
   - لا بد من الحرص على توفير الضمانات التالية :
أ – تدقيق المعاني وعدم الإكتفاء بالإطلاقات والعموميات والعبارات الفضفاضة
 ب – توضيح الأسئلة وضمان ترابطها وفق تدرج منطقي معقول
 ج – الإصغاء إلى المخاطبين وحملهم على تنويع الإجابات واستخراج ما لديهم من أفكار وتصورات . وعدم الإكتفاء بمجرد الإستماع فقط .
 د – عدم الإكتفاء بالإجابات المقتضبة والغامضة
 ه – الحرص على تغليب المعلومة الشفوية على المعلومة الكتابية حتى لا يثقل كاهل المتلقي بكثرة النقل والكتابة .
 3 – تواصل مفتوح : متنوع الإتجاهات وهو قوام الطرق النشيطة
الوحدة الثانية : ضمانات التواصل الفعال
1 -  تلافي معيقات التواصل وإشكالياته :
- التهديد ، الإهانة ، السخرية
- الوعظ المباشر ، الغموض وعدم صياغة الرسالة بوضوح .....
- الحكم السلبي المحبط ، التأنيب، الانتقاد .
- صعوبات التفاعل مع الآخرين
- عدم التفهم
- معوق ثقافي : استعمال سجل علامي غير موحد
- الرغبة في التحكم ، والتسلط على الآخر  .
- التحيز والأفكار المسبقة
2 – التحلي بمواصفات القيادة الجيدة  

تمرين عدد 5  : تحليل هذه الصورة والتعليق عليها


أ - المدير ( المرسل )
   - دور رئيسي في تحديد العملية التواصلية / التربوية .
   - يبث الرسالة أو المضمون التربوي ويمثل مصدرها فينقلها للآخرين ويعلمهم بها بهدف التأثير فيهم أو ليحدث لديهم نوعا من المشاركة والإقتناع والتبني لمحتواها .
   - تأثير خصال المدير / المرسل ومميزاته المعرفية والأخلاقية والسلوكية في إنجاح الرسالة أو العملية التربوية
   - التأثير في دافعية المتلقين والقدرة على استمالتهم وشد إنتباههم .
   - تأثير نوعية العلاقة بين المرسل ( المدير ) وجميع المتلقين في العملية التربوية / التواصلية .
- هي يجب أن ترتقي هذه العلاقة إلى مستوى القدوة والمثل أو النموذج
= أهمية قصوى في تطويع شخصية المتلقين وفي شحذ دافعيتهم وغيرتهم على المؤسسة والتزامهم بالتعليمات وبالخيارت ....
- المؤهلات الضرورية
1 - الكفاءة والاستعداد للمساعدة وإفادة الآخرين
2 - الإنضباط المهني والجدية
3 - الثقة وحفظ السر وحماية الخصوصيات الشخصية للآخرين ...... حتى يكسب ثقتهم .
4 - التفهم : تقبل الآخر كما هو واحترام اختياراته ومشاعره وعدم الإستهانة بها أو الإستهزاء منها .
5 - التخلي عن الأفكار والمواقف المسبقة والذاتيات والتأويلات الخاصة .

هل كل مدير قائد ؟
المدير
القائد الإداري
- يعتمد على السلطة التي منحها له القانون ويتمسك بها 
- يثير الخوف
- يؤنب الآخرين على الفشل
- يعرف كيف يتم العمل
- يستخدم المرؤوسين
- قصر النظرة على الآني ومحدودية الرؤية  
- يهتم بالجوانب المادية للمؤسسة
- المدير يأمر
- المدير يقول أنا ( معتد بنفسه وبسلطته )
- يعمل جاهد لينتج
- المدير ينفذ
- المدير يراقب مرؤوسيه
- القائد يعتمد على السمعة المبنية على الثقة بالشخص وبمميزاته وقدرته على الإقناع والتأثير
- يثير الحماس
- يصلح الفشل
- يوضح كيف يتم العمل
- يشجع ويدرب المرؤوسين
- بعد النظر والإستشراف واستحضار الممكن
- يهتم بالجوانب المادية والنفسية للمرؤوسين
- القائد الإداري يسأل ، يستشير ، يستوضح
- القائد الإداري يقول نحن ( يثمن جهود الآخرين )
- يعمل جاهدا ليتبعه مرؤوسيه ، صاحب قيم ومبادئ
- القائد يبتكر
- القائد يثق في مرؤوسيه .

ب - المتلقون 
- هم كل الموجودين داخل المؤسسة التربوية وفي محيطها من الأسرة التربوية ومن المتعاملين معها . 
من داخل المؤسسة التربوية
من محيط المؤسسة التربوية
- تلاميذ    - أساتذة      -  إداريون  
 -  فنوين  - عملة     -  متفقدون   
 -  مرشدون  -  مستشارون
- أعوان عموميون ( أطباء ، ممرضون ... الخ ) منتظمون داخل مجالس أو مراكز العمل العادية ..
- أولياء
-  مسؤولون تربويون ( جهويا ومركزيا )
- الإدارات الجهوية والجماعات العمومية
-  منظمات وجمعيات المجتمع المدني
- الإدارات الجهوية  والمصالح الأمنية
-  وسائل الإعلام
 .......













تعقيب 1 :
-  يمثل هؤلاء المتلقين حالات اجتماعية وفكرية ومهنية متنوعة .
-  يحتاجون إلى التنسيق بينهم وتوجيههم واستغلال وتوظيف إمكانياتهم وكل ما يوفرونه من فرص وقوى وخدمات لإنجاح المؤسسة والإرتقاء بها 
-  قيمة دور المدير / القائد في التنسيق والتحفيز وخلق الدافعية
-  ضرورة أن يكون المدير مندمجا في محيطه وله إشعاع وعلاقات فاعلة به
-  هو من يهندس علاقات المؤسسة التربوية الخارجية ويدعمها بما له من حضور وتاثير في محيطها
تعقيب 2 :
- ضرورة حسن التعامل مع جمهور المتلقين وحدس انتظاراتهم والإلمام بنفسياتهم وتوقع تعاملهم مع الرسالة الإعلامية أو مع التعليمات أو مع ما سيوجه لهم من ملاحظات (نقدا كانت أو عتابا أو نصحا) وكيفية معالجتهم لمحتواها :
   - إما بموضوعية أو بأفكار مسبقة وبأحكام غير بريئة (قد يكون كونها حتى قبل تلقيه الرسالة الإعلامية).
- نوعيته : متلقي جامد ، متعصب ، متفتح وغير محافظ ، ذكي ، أنثى / ذكر ، خجول ، مشاغب ، معترض ، ناعس ، ثرثار ، حكيم/ناضج ، متحيل ، عارف / موسوعي ،...

3 - فض النزاعات داخل المؤسسة التربوية وسبل حلها
طبيعي جدا أن تبرز بعض الإشكاليات والخلافات والإختلافات بين هذا العدد الكبير من العناصر الموجودة بالمؤسسة التربوية والمتعاملة معها ، وأن يتعرض التعايش بين أفرادها لبعض الهزات من حين لآخر ، ويمكن لهذه النزاعات أن تحل بإحدى الطرق التالية :
1 – قانونيا وبشكل إداري
-  إلزام الجميع بالإنضباط لقوانين المؤسسة التربوية ولنظامها الداخلي وتفعيل أنظمتها التأديبية المختلفة ، على الموظفين حسب ما تقتضيه تراتيب الوظيفة العمومية ، وعلى التلاميذ وفق نظام التأديب المدرسي بمختلف درجاته . وللتلطيف من حدة هذا الإختيار، يفضل العمل أولا على :
أ – تصنيف المخالفات وإيجاد سلم ترتيبي لها على أساس مقاييس واضحة ومعلومة .
ب – الوقاية والإستباق وتوقع ما يمكن أن يحدث من خلال المتابعة المنتبهة والحوار والتنبيه والتحذير والتوعية .... فالغاية ليست العقاب والزجر والتشفي بل التربية والإقناع وغرس السلوكيات الإيجابية .
ج – التدخل العاجل للحيلولة دون وقوع المخالفة أو المحضور بمرونة وبتفهم واستعداد لإجراء المعالجات الضرورية والتعديلات الفعالة ( في الموقع مثلا أو في جداول الأوقات أو في الأشخاص أو في الأجنحة ... الخ
2 – الوساطة : 
أي التدخل بالحسنى والتوسط بين المتنازعين لحملهم على تعديل وتطوير سلوكياتهم طوعيا ونبذ المستهجن منها والوصول إلى حلول لها مرضية للجميع ، وملتزمة بالقيم التربوية والعلائقية الفضلى وهذا يستدعي مثلا :
أ – تفعيل خلية التوفيق المدرسي التي جاء بها الأمر المنظم للحياة المدرسية ، وتجديد تركيبتها ودعوتها لمباشرة هذه النزاعات .
أ -  تركيبتها :
- مدير المؤسسة – ممثلو المدرسين بمجلس التربية – المرشد التربوي  -  مستشار الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي .
ب - مهامها :
- التوسط لحل المشكلات بالحسنى
- متابعة ما يرد على صندوق الملاحظات والإقتراحات الموضوع على ذمة التلاميذ والأولياء
- متابعة ما يرد في سجل الملاحظات الموضوع على ذمة العاملين بالمؤسسة  
ب - بعث المزيد من الهياكل المساعدة على فض هذه النزاعات والإستعانة بمختصيها وبمنشطيها لغرس روح الحوار والتعايش وقبول الإختلاف ....الخ وإعداد المواثيق لذلك ، وهذا يمكن تحقيقه عن طريق :
- بعث النوادي والحرص على تنشيطها بشكل جيد : فكرية ، رياضية ، ترفيهية ، مدنية ، بيئية ، عمل تطوعي ....
-  بعث خلية المرافقة بالمعهد
-  تركيز آليات الإعلام المدرسي وتطوير قنوات التواصل مع المعنيين 
-  بناء علاقة جيدة مع الديوان الوطني للخدمات المدرسية  
ج - تفعيل دور أستاذ القسم لمعالجة بعض التوترات بين التلاميذ
د – تفعيل دور النقابات المهنية الموجودة بالمؤسسة التربوية لخفض حدة التوتر بين الأطراف العاملة بها والتوسط في معالجة بعض اختلافاتها ..... الخ
الوحدة الثالثة : آليات التواصل
1 - خلية المرافقة
هي آلية تدخل تربوي بيداغوجي واجتماعي وصحي ونفسي في الوسط المدرسي يؤمنها فريق متعدد الإختصاصات :
 مهامها :
أ -  المساهمة في انجاح المسار الدراسي للتلميذ ( باعتباره محور العملية التربوية برمتها )
ب -  تأمين الإصغاء والإرشاد والتوجيه والتدخل الإجتماعي والبيداغوجي والتربوي والصحي والنفسي والوساطة المدرسية والمرافقة والمتابعة والتقييم
ج -  مقاومة الصعوبات المدرسية والإنقطاع المدرسي
             د - مقاومة العنف والفشل المدرسي والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر ...وفق مقاربة  تشاركية تواصلية
تركيبتها :
- المشرف : المدير
 - منسق : قار بالمؤسسة ومتفرغ وتلقى تكوينا
-  الأخصائي الإجتماعي
-  طبيب الصحة المدرسية
-  مستشار الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي
 ويمكن الإستعانة ب :
-  سلك التدريس والتأطير
-  الأخصائيين النفسانيين التابعين لأطراف الشراكة
-  مندوب حماية الطفولة
-  جمعيات المعاقين والجمعيات التربوية والإجتماعية
-  الأولياء
المستفيدون :
- الذين يواجهون صعوبات مدرسية
- المسجلون وغير الملتحقين بالدراسة
- المرتقون بتوصية أو بإسعاف
- الراسبون
- المنقطعون خلال السنة
- المحالون على مجلس التربية
- المعوقون
- أبناء التونسيين بالخارج
- ذوي صعوبات أو اضطرابات التعلم
- الموهوبون
- ذوي السلوكيات الخطرة : عنف ، إدمان ، هجرة سرية ....
- الفقراء الذين يعانون من سوء التغذية
- الأجانب الوافدون
2 - الإعلام المدرسي
أ - الإعلام هو تزويد الناس بالأخبار والمعلومات والحقائق ، دفعا للجهل والخطأ وسعيا للوصول إلى تكوين رأي مصيب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات
ب - ” الإعلام ” من مادة علم أي يشترك مع العلم في الغاية .... أي في التصدي للجهل . والعلاقة جلية بين الإعلام والعلم والمعرفة
 ج - والإعلام المدرسي هو عملية التبليغ التي ننقل من خلالها المستجدات إلى المعنيين ونعرفهم بالإجراءات المتخذة وبالتوصيات المرسلة من المصدر المسؤول بغاية الإرتقاء بالحياة المدرسية أو بالتعلمات المعتمدة .
  وظائف الإعلام :
هي حسب هارولد لاسويل :
 1 – التثقيف : نقل التراث وزيادة المعرفة بنواحي الحياة
 2 – الإخبار ( مراقبة البيئة حسب لاسويل )
 3 – التفسير والتوجيه ( ربط أجزاء المجتمع علائقيا بالبيئة )
 - ويضيف الباحثون أيضا وظائف :
 4 – الإمتاع والترفيه
 5 – الإعلان والترويج
 6 – التعارف الإجتماعي 
وكل هذه الوظائف تحتاجها المؤسسات التربوية لتطوير آدائها وانجاز رسالتها في أحسن الظروف وبجودة مطمئنة .
 - أهداف الإعلام :
* تدعيم عملية التواصل داخل المؤسسات التربوية وخارجها : 
       - تطوير الحياة المدرسية وإرساء آليات تواصل أفضل
       - تطوير مردودية المؤسسة والحد من مشكلة الهدر بها
       - التأثير الفاعل في المحيط والإرتقاء بدور المؤسسة التربوية وضمان إشعاعها .
       - التعريف بالمؤسسة واستقطاب المساندين والداعمين من كل الفاعلين : جمعيات ومؤسسات وأشخاص .
       - تصحيح الإشاعات الرائجة عند الراي العام ودفع الشبهات التي تحوم حول المؤسسة التربوية والعاملين بها . 
   مضمون الإعلام المدرسي :
- تسيير إداري وتعليمات رسمية مستجدة 
- محتويات دراسية ( برامج )
- التوجيه المدرسي والجامعي ( توضيح الحملات الإعلامية والتوسع في تفسير آلياته ومواعيده وكل ما يتعلق به  )
- التأطير البيداغوجي
- التكوين والرسكلة
- المتابعة الصحية والإجتماعية
- الأنشطة والتظاهرات  
- .......
 المستفيدون من الإعلام :
* ينقسم هذا الإعلام إلى داخلي وخارجي :
    - الإعلام الداخلي :
      يومي مستمر ، لا يقف عند مناسبة  ويتوجه إلى :
         - المساعدين ( الناظر والقيم العام )
         - الإداريين والأعوان   
         - المدرسين
         - العملة
         - التلاميذ 
 - الإعلام الخارجي : مناسباتي ولأغراض معينة ، وهو يتوجه إلى :
       - الإدارة مرجع النظر : المندوبية ، الوزارة ، ...
       - سلطة الإشراف المحلية والجهوية ....  
        - الجماعات المحلية وإدارات الخدمات الإجتماعية وعديد المؤسسات الأخرى ذات العلاقة  ( الأمنية ، الصحية ، الحماية ... )
       - الأولياء
       - مسؤولون من مختلف المؤسسات الإدارية  
        - جمعيات موجودة بمحيط المعهد ( اجتماعية ، صحية ، اقتصادية ، تربوية ، ثقافية .... )
 تقنيات الإعلام : توصيات وإجراءات تنظيمية
1 - توفير المادة الضرورية المزمع تبليغها ( بمواصفات الجودة المطلوبة )
2- اختيار الوقت المناسب والمدة الكافية
3- توفير الفضاء المهيأ والمجهز للإستقبال وللإجتماعات مثلا
4- توفير التجهيزات اللازمة
5 - الحرص على وضوح القنوات المعتمدة وعلى سلامتها ( الوحدة الصوتية مثلا وآلات العرض )    
6 - توجيه النصائح والتعليمات الضرورية عند توزيع الأدوار بين المنظمين .... الخ
     7 - مراعاة الجوانب البروتوكولية والتراتبية ، مثلا تبليغ :
- الإداريين والعملة عن طريق مكتب الضبط
- الأساتذة ، مباشرة أو عن طريق الناظر ( بالمعاهد )
- القيمين ، عن طريق المرشد التربوي
- إعلام الأطراف الخارجية لا يكون إلا بعد إعلام الإدارة مرجع النظر
توضيح الغاية من الإعلام :
- رد على مراسلة سابقة  
- لمجرد الإعلام
- الإعلام والمتابعة
- طلب الدعم والتدخل 
- إمضاء المناشير وختمها قبل تعليقها
- الإطلاع على الوثائق وفهمها بدقة .
- حوصلة وفرز الأهم فيها والتركيز عليه : إعتماد قراءة جماعية مع المساعدين للمناشير المعقدة l’adapter  
- الإقتصار على الخصوصية ( إعلام كل طرف بما يخصه )
الإعلام فقط غير كاف ، لابد من:
        - المتابعة والتثبت
- إعداد جداول للمواعيد الإدارية
- تحديد قائمة في كل المعنيين بالمنشور
- تاريخ الورود هو يوم وصول الوثيقة للمعهد وليس يوم صدورها
- المكالمة الهاتفية تحول إلى استدعاء كتابي موثق : ( مثلا : بناء على مكالمة هاتفية يوم ... ؟ على الساعة ... ؟ من طرف ... ؟ فأنت مدعو ل..... ؟؟؟ ) 
8 – الإدلاء بالتصريحات الإعلامية لأية وسيلة إعلام يكون بعد التنسيق مع إدارة الإتصال والإعلام بالوزارة ( مذكرة عدد 1956 صادرة عن الديوان بتاريخ 10 فيفري 2016  )
الوحدة الرابعة : تفعيل التواصل ( مدنيا وإداريا )
1 - التعامل مع المجتمع المدني
أ - المؤسسة التربوية لا يمكن لها أن تنعزل عن بقية مكونات المجتمع ، بل هي في حاجة أكيدة للتعامل مع الكثير منها ، لكن :
ب - هيآت ومكونات المجتمع المدني لا تنشط جميعها من منطلقات بريئة ومحايدة ولبعضها أجندات خاصة يجب الإنتباه لها .
ج -  لا للأنشطة السياسية الموجهة داخل المؤسسات التربوية     ( مذكرة 3897 في 18 / 02 / 2013 ) .
د -  العمل مع الجمعيات التي لها اتفاقيات شراكة ممضاة مع الوزارة في المجال التربوي ، أو التي لها اهتمامات تربوية صرفة قدمت طلبا مدعما في استغلال الفضاء التربوي وحصلت على موافقة كتابية من المندوبية قبل موعد النشاط . ( المنشور 74 / 01 / 2013 )
2 - الديوان الوطني للخدمات المدرسية
( الأمر عدد 664 لسنة 2016 بتاريخ 25 ماي 2016 )
q   مهامه :
-         الإشراف على سير المطاعم والمبيتات المدرسية ودعمها والسهر على ظروف الإقامة بها .
-          دعم وتطوير النقل المدرسي وتجويده . 
-          تطوير الحياة المدرسية وذلك ب : 
1 -  تعهد التجهيزات والفضاءات الخاصة بالمطاعم وبالتنشيط
 2 - تكوين وتطوير الكفاءات العاملة بالمبيتات والمطاعم
3 -  الإحاطة النفسية والإجتماعية والصحية بالتلاميذ المقيمين
4 -  إسناد المنح المدرسية على مستحقيها
5 - العمل على تعميم الأنشطة الثقافية والرياضية والإجتماعية على جميع المؤسسات
5 -  تحفيز الإطار التربوي على تنشيط مختلف النوادي بالوسط المدرسي .   
تعقيب :
أ - نظرا لنوعية المهام التي يقوم بها الديوان ولقيمتها في ضمان حسن سير المؤسسات التربوية وفي تطوير الحياة المدرسية بها فإن التعامل مع هذا الديوان متأكد على جميع المديرين وهو واحد من هياكل التسيير بوزارة التربية .
ب -  التعامل يكون وفق الإجراءات والصيغ والمقتضيات الإدارية المعهودة والمعمول بها في جميع المستويات الوطنية والجهوية والمحلية .



الورشات :   
تمرين عدد 1 : نشاط كسر الجليد
تمرين عدد 2 : عصف ذهني لتحديد مفهوم التواصل
تمرين عدد 3 : عناصر التواصل
تمرين عدد 4 : استمارة التقييم الشخصي لكفايات التواصل
تمرين عدد 5 : التعليق على مجسم لعلاقة المدير بالعاملين معه
تمرين عدد 6 : في التعامل مع التلميذ بين الإستماع والإصغاء
تمرين عدد 7 :
أصناف المخالفات التي يرتكبها التلاميذ ومعالجتها
تمرين عدد 8 :
لعب أدوار : عقد لقاء مع التلاميذ لتبليغهم التوصيات والنصائح الضامنة للنجاح وتحقيق نتائج جيدة ( في امتحان وطني مثلا ) . ( اعتماد ملاحظين واستعمال شبكة تقييم )
تمرين عدد 9 :
إعداد خطة سنوية لمعالجة السلبيات المشخصة وتحديد سبل معالجتها ....
تمرين عدد 10 : لعب أدوار : عقد إجتماع عام بالأولياء (تصور وإعداد ) ....


إعداد : محمد رحومة
مستشار عام الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي